لو امتلك الوزير حصاد نزر من الشجاعة واستلهم مبادئ ربط المسؤولية بالمحاسبة والشفافية وغيرها من الشعارات الجوفاء التي يتغنون بها على مسامعنا صباح مساء؛ لكشف لنا وللرأي العام عن أسماء المتورطين في نهب أزيد من 50 مليار درهم من صفقات المخطط الإستعجالي…

لو امتلك السيد الوزير الشجاعة لكشف لنا عن لوائح المتغييبن من الأطر الوزارية ورؤساء الأقسام والمصالح بمكاتب الوزارة والأكاديميات والمديريات الذين يتلقون رواتب ضخمة، وتعويضات سمينة تتجاوز الراتب السنوي التي يتقضاه الأستاذ..!!

لو امتلك معالي الوزير الشجاعة لكشف لنا عن حجم الأموال المنهوبة -تحت الطاولة في صفقات المطاعم المدرسية والطاولات والكتب المدرسية وجمعيات أولياء وآباء التلاميذ..!!

لو امتلك الوزير الشجاعة، لكشف لنا أسماء اللوبيات و المافيات التي تتحكم في قطاع التعليم الخاص وتسرق الملايير من جيوب الآباء والأمهات وتبيع لهم الأوهام تحت يافطات النجاح و الجودة..،مستفيدة من دعم الدولة لها، ومن وفرة سوق المعطلين من حملة الشواهد…!!

أما أن تنشروا لوائح الأساتذة الذين هم في وضعية رخصة وتعتبرونهم متغيبين، فلتعلموا سيادة الوزير؛ أنها أي الرخصة، حق أساسي للموظف بالتغيب بصفة قانونية لأسباب صحية أو اجتماعية أو شخصية خلال فترة زمنية محددة، لذا فهي مغالطة كبيرة و فاضحة من لدنكم، وإفشاء للسر المهني الذي ينبغي حفظه والإلتزام بكتمه.

إن قرارتكم اللاتربوية هذه لن تفلح في تغليط الرأي العام أو محاولة إيهام المتتبعين بأن نساء ورجال التعليم هم سبب الويلات والأعطاب التي تسكن جسد المنظومة التربوية العليل الذي أطرحتموه الفراش بسياساتكم التي عنوانها الإرتجالية و العبث (نهج مقاربة أمنية محضة في الامتحانات الإشهادية مما خلف حالات انتحار في صفوف التلاميذ، ضحايا خرق المذكرة الإطار للحركة الوطنية، اختزال الإصلاح في صباغة المؤسسات، إعفاءات غير مبررة في حق مسؤولين…إلخ).