.

نظام الكفالة وتعذيب العمال في السعودية: بين الحقيقة والفيلم

<p>لطالما كان نظام الكفالة في السعودية موضوعًا مثيرًا للجدل، حيث يشكل إطارًا قانونيًا ينظم دخول وإقامة العمال الأجانب في المملكة. ورغم أن هذا النظام أسهم في تلبية احتياجات الاقتصاد السعودي من العمالة الأجنبية، إلا أنه تعرض لانتقادات واسعة، إذ تم اتهامه بأنه يوفر بيئة مواتية للاستغلال والظلم. الفيلم الهندي “حياة الماعز” كان أحد الأعمال الفنية التي سلطت الضوء على الجوانب السلبية لهذا النظام، ما أثار حفيظة البعض في السعودية لكونه يعكس واقعًا مؤلمًا يعيشه بعض العمال الوافدين.</p>
<p> </p>
<p>يعتبر نظام الكفالة، الذي بدأ العمل به في السعودية منذ عقود، أحد الأدوات التي تستخدمها الدولة لتنظيم شؤون العمالة الأجنبية. الكفيل في هذا النظام هو الشخص أو الجهة التي تضمن العامل وتتحمل مسؤولية وجوده في البلاد، مما يمنحه سلطة كبيرة على حياة العامل، بما في ذلك التحكم في تنقلاته وتغيير وظيفته وحتى مغادرته البلاد.</p>
<p> </p>
<p>ورغم أن النظام يهدف إلى حماية مصالح كل من العامل والكفيل، إلا أن الصلاحيات الواسعة الممنوحة للكفيل غالبًا ما تُستخدم بشكل يسيء للعمالة، حيث يتم استغلالهم تحت تهديد الفقدان الفوري لوظائفهم أو حتى ترحيلهم.</p>
<p> </p>
<p>الفيلم الهندي “حياة الماعز” يتناول قصة مأساوية مستوحاة من واقع عاشه أحد العمال الهنود في السعودية. يسرد الفيلم تفاصيل حياة عامل بسيط يجد نفسه في ظروف قاسية، حيث يتم استغلاله وتعذيبه من قبل مشغله السعودي. العامل في الفيلم يتعرض لمعاملة غير إنسانية، حيث يتم انتزاع حريته وإذلاله بشكل مستمر، مما يعكس جزءًا من الواقع الذي يعيشه بعض العمال الأجانب في ظل نظام الكفالة.</p>
<p> </p>
<p>الفيلم أثار ضجة كبيرة لأنه يسلط الضوء على مظاهر الظلم التي قد يتعرض لها العمال الوافدون الى السعودية، والتي غالبًا ما تكون مخفية عن الأنظار. التصوير الواقعي لمعاناة هؤلاء العمال في الفيلم جعل الكثيرين يتساءلون عن مدى شرعية هذا النظام والآثار النفسية والاجتماعية التي يخلفها. استغلال العمال في نظام الكفالة، كما ظهر في الفيلم، يعطي للكفيل سلطة كبيرة على حياة العمال الوافدين، مما قد يؤدي إلى استغلالهم بأشكال متعددة. من بين أبرز أشكال الاستغلال التي يتعرض لها العمال:</p>
<p> </p>
<p>يلجأ بعض الكفلاء إلى حجز جوازات سفر العمال، مما يضعهم تحت رحمتهم ويجعلهم عاجزين عن مغادرة البلاد أو تغيير وظائفهم.</p>
<p> </p>
<p>يُجبر بعض العمال على العمل لساعات طويلة دون حصولهم على فترات راحة كافية أو تعويضات مادية مناسبة.</p>
<p> </p>
<p>في حالات متطرفة، يتعرض العمال للإهانة والضرب والإساءة النفسية من قبل مشغليهم، دون أن يتمكنوا من اللجوء إلى القانون خوفًا من الانتقام.</p>
<p> </p>
<p>يُعتبر تأخير دفع الأجور أو عدم دفعها على الإطلاق من أبرز أشكال الاستغلال، حيث يجد العمال أنفسهم في موقف صعب لا يمكنهم من توفير احتياجاتهم الأساسية.</p>
<p> </p>
<p>أدى الجدل المتزايد حول نظام الكفالة، خصوصًا بعد ظهور أعمال فنية مثل “حياة الماعز”، إلى ضغوط داخلية ودولية على السعودية لإصلاح نظام الكفالة. و تحسين العلاقة التعاقدية”</p>
<p> </p>
<p>إلا أن البعض يرى أنها لا تزال غير كافية للتخلص من كافة أشكال الاستغلال التي يعاني منها العمال الوافدون. يُطالب العديد من النشطاء الحقوقيين بإلغاء نظام الكفالة بشكل كامل، واستبداله بنظام عمل أكثر عدالة يضمن حقوق العمال ويحميهم من الاستغلال.</p>
<p> </p>
<p>الفيلم الهندي “حياة الماعز” كشف جزءًا من الحقيقة المظلمة التي يعيشها بعض العمال الأجانب في السعودية تحت نظام الكفالة. و الطريق لا يزال طويلًا لضمان حقوق العمالة الوافدة ومنع استغلالهم. يتطلب الامر الإصلاحات ومزيدًا من الشفافية لضمان معاملة إنسانية تليق بجميع العمال، بغض النظر عن جنسيتهم أو خلفياتهم.</p> 393 مليون سنتيم فائض ميزانية الدفاع الحسني الجديدي

هشام زريري

لطالما كان نظام الكفالة في السعودية موضوعًا مثيرًا للجدل، حيث يشكل إطارًا قانونيًا ينظم دخول وإقامة العمال الأجانب في المملكة. ورغم أن هذا النظام أسهم في تلبية احتياجات الاقتصاد السعودي من العمالة الأجنبية، إلا أنه تعرض لانتقادات واسعة، إذ تم اتهامه بأنه يوفر بيئة مواتية للاستغلال والظلم. الفيلم الهندي “حياة الماعز” كان أحد الأعمال الفنية التي سلطت الضوء على الجوانب السلبية لهذا النظام، ما أثار حفيظة البعض في السعودية لكونه يعكس واقعًا مؤلمًا يعيشه بعض العمال الوافدين.

 

يعتبر نظام الكفالة، الذي بدأ العمل به في السعودية منذ عقود، أحد الأدوات التي تستخدمها الدولة لتنظيم شؤون العمالة الأجنبية. الكفيل في هذا النظام هو الشخص أو الجهة التي تضمن العامل وتتحمل مسؤولية وجوده في البلاد، مما يمنحه سلطة كبيرة على حياة العامل، بما في ذلك التحكم في تنقلاته وتغيير وظيفته وحتى مغادرته البلاد.

 

ورغم أن النظام يهدف إلى حماية مصالح كل من العامل والكفيل، إلا أن الصلاحيات الواسعة الممنوحة للكفيل غالبًا ما تُستخدم بشكل يسيء للعمالة، حيث يتم استغلالهم تحت تهديد الفقدان الفوري لوظائفهم أو حتى ترحيلهم.

 

الفيلم الهندي “حياة الماعز” يتناول قصة مأساوية مستوحاة من واقع عاشه أحد العمال الهنود في السعودية. يسرد الفيلم تفاصيل حياة عامل بسيط يجد نفسه في ظروف قاسية، حيث يتم استغلاله وتعذيبه من قبل مشغله السعودي. العامل في الفيلم يتعرض لمعاملة غير إنسانية، حيث يتم انتزاع حريته وإذلاله بشكل مستمر، مما يعكس جزءًا من الواقع الذي يعيشه بعض العمال الأجانب في ظل نظام الكفالة.

 

الفيلم أثار ضجة كبيرة لأنه يسلط الضوء على مظاهر الظلم التي قد يتعرض لها العمال الوافدون الى السعودية، والتي غالبًا ما تكون مخفية عن الأنظار. التصوير الواقعي لمعاناة هؤلاء العمال في الفيلم جعل الكثيرين يتساءلون عن مدى شرعية هذا النظام والآثار النفسية والاجتماعية التي يخلفها. استغلال العمال في نظام الكفالة، كما ظهر في الفيلم، يعطي للكفيل سلطة كبيرة على حياة العمال الوافدين، مما قد يؤدي إلى استغلالهم بأشكال متعددة. من بين أبرز أشكال الاستغلال التي يتعرض لها العمال:

 

يلجأ بعض الكفلاء إلى حجز جوازات سفر العمال، مما يضعهم تحت رحمتهم ويجعلهم عاجزين عن مغادرة البلاد أو تغيير وظائفهم.

 

يُجبر بعض العمال على العمل لساعات طويلة دون حصولهم على فترات راحة كافية أو تعويضات مادية مناسبة.

 

في حالات متطرفة، يتعرض العمال للإهانة والضرب والإساءة النفسية من قبل مشغليهم، دون أن يتمكنوا من اللجوء إلى القانون خوفًا من الانتقام.

 

يُعتبر تأخير دفع الأجور أو عدم دفعها على الإطلاق من أبرز أشكال الاستغلال، حيث يجد العمال أنفسهم في موقف صعب لا يمكنهم من توفير احتياجاتهم الأساسية.

 

أدى الجدل المتزايد حول نظام الكفالة، خصوصًا بعد ظهور أعمال فنية مثل “حياة الماعز”، إلى ضغوط داخلية ودولية على السعودية لإصلاح نظام الكفالة. و تحسين العلاقة التعاقدية”

 

إلا أن البعض يرى أنها لا تزال غير كافية للتخلص من كافة أشكال الاستغلال التي يعاني منها العمال الوافدون. يُطالب العديد من النشطاء الحقوقيين بإلغاء نظام الكفالة بشكل كامل، واستبداله بنظام عمل أكثر عدالة يضمن حقوق العمال ويحميهم من الاستغلال.

 

الفيلم الهندي “حياة الماعز” كشف جزءًا من الحقيقة المظلمة التي يعيشها بعض العمال الأجانب في السعودية تحت نظام الكفالة. و الطريق لا يزال طويلًا لضمان حقوق العمالة الوافدة ومنع استغلالهم. يتطلب الامر الإصلاحات ومزيدًا من الشفافية لضمان معاملة إنسانية تليق بجميع العمال، بغض النظر عن جنسيتهم أو خلفياتهم.

393 مليون سنتيم فائض ميزانية الدفاع الحسني الجديدي