.

حياة الماعز قسوة الطبيعة أم وحشية الإنسان

<p>حياة الماعز قسوة الطبيعة أم وحشية الإنسان </p>
<p> </p>
<p>بقلم الصحفي : هشام زريري</p>
<p> </p>
<p>في عالم السينما، يشكل الفيلم أكثر من مجرد وسيلة ترفيه؛ فهو نافذة على الواقع ومرآة تعكس قضايا الإنسان والطبيعة. فيلم “حياة الماعز” يُعَدّ عملًا سينمائيًا يعكس ببراعة التوتر بين الإنسان والطبيعة، ويستعرض من خلال مشاهده القوة والضعف، القسوة والرحمة، والعلاقة المعقدة بين الإنسان والعالم المحيط به.</p>
<p> </p>
<p>في هذا الفيلم، تبرز وحشية الإنسان كقوة مدمرة للطبيعة، حيث يظهر كيف يمكن للبشرية أن تسعى لتحقيق مصالحها الذاتية على حساب الكائنات الحية الأخرى، بل وحتى على حساب بيئتها الخاصة. الطبيعة بدورها، تقدم نفسها كقوة غير قابلة للتحكم، تنتقم بلا رحمة ممن يعتقد أنه يستطيع تطويعها.</p>
<p> </p>
<p>هذه الثنائية بين الإنسان والطبيعة تُعَدّ تذكيرًا قويًا بما يحدث في الحياة الواقعية، وتحديدًا في المجتمعات التي تعاني من استغلال الإنسان للإنسان، مثل حالة العمالة الوافدة في السعودية.</p>
<p> </p>
<p>يُعَدّ نظام الكفالة في السعودية إحدى الظواهر المثيرة للجدل، حيث يُمكّن هذا النظام الكفيل من السيطرة الكاملة على العمالة الوافدة. العمال، وخاصة من ذوي الدخل المحدود القادمين من دول نامية، يجدون أنفسهم تحت رحمة الكفيل، الذي يتحكم في مصيرهم المهني والشخصي.</p>
<p> </p>
<p>يشير الفيلم “حياة الماعز” بشكل غير مباشر إلى مثل هذه الأنظمة من خلال تصويره للعلاقات غير المتوازنة بين الأطراف القوية والضعيفة. في حالة العمالة الوافدة، يُظهر الواقع كيف يتم استغلال هؤلاء العمال، الذين يجدون أنفسهم في أوضاع قاسية، حيث يُجبرون على العمل تحت ظروف غير إنسانية مقابل أجور زهيدة. وفي بعض الحالات، يُحرمون حتى من حقوقهم الأساسية، مثل الحصول على أجر عادل أو حتى القدرة على مغادرة البلاد بدون موافقة الكفيل.</p>
<p> </p>
<p>كما يبرز في الفيلم كيف أن الطبيعة قد تكون قاسية، لكن قسوتها تختلف عن قسوة الإنسان؛ فبينما تأتي قسوة الطبيعة كنتيجة لعوامل طبيعية بحتة، فإن قسوة الإنسان غالبًا ما تكون نتيجة لتصرفات واعية تهدف لتحقيق مكاسب شخصية على حساب الآخرين.</p>
<p> </p>
<p>في السعودية، تتكرر المشاهد المؤلمة لعمال يعانون في ظل نظام الكفالة، حيث يجدون أنفسهم محاصرين بقوانين وأنظمة تجردهم من حقوقهم. هذه القسوة الممنهجة تجعل من الضروري إعادة النظر في السياسات التي تحكم العلاقة بين الكفيل والعمال، وضرورة العمل على تحسين ظروف العمالة وضمان حقوقهم الإنسانية.</p>
<p> </p>
<p>يجدر بنا أن نتذكر أن الفن، بما في ذلك السينما، ليس مجرد وسيلة للتسلية، بل هو قوة تغيير حقيقية. فيلم “حياة الماعز” يعكس لنا جزءًا من هذه القسوة، ويدفعنا للتفكير في دورنا كمجتمعات في التصدي لمثل هذه الظواهر.</p>
<p> </p>
<p>علينا أن نتساءل: كيف يمكننا استخدام الفن لرفع مستوى الوعي حول قضايا حقوق الإنسان؟ وكيف يمكننا العمل على تغيير الأنظمة التي تسبب مثل هذه القسوة؟</p>
<p> </p>
<p>في الختام، يذكرنا فيلم “حياة الماعز” بوحشية الإنسان تجاه الطبيعة، وبنفس الوقت، يُلقي الضوء على القسوة التي يمكن أن يمارسها البشر تجاه بعضهم البعض. إن ما يعانيه العمال في السعودية تحت نظام الكفالة هو مثال حي على ذلك، ما يدعو إلى ضرورة التحرك والعمل من أجل العدالة الإنسانية. يجب أن يكون الفن جزءًا من هذه الحركة، لرفع الصوت ضد الظلم، ولتحقيق التغيير المنشود.</p> 393 مليون سنتيم فائض ميزانية الدفاع الحسني الجديدي

هشام زريري

حياة الماعز قسوة الطبيعة أم وحشية الإنسان 

 

بقلم الصحفي : هشام زريري

 

في عالم السينما، يشكل الفيلم أكثر من مجرد وسيلة ترفيه؛ فهو نافذة على الواقع ومرآة تعكس قضايا الإنسان والطبيعة. فيلم “حياة الماعز” يُعَدّ عملًا سينمائيًا يعكس ببراعة التوتر بين الإنسان والطبيعة، ويستعرض من خلال مشاهده القوة والضعف، القسوة والرحمة، والعلاقة المعقدة بين الإنسان والعالم المحيط به.

 

في هذا الفيلم، تبرز وحشية الإنسان كقوة مدمرة للطبيعة، حيث يظهر كيف يمكن للبشرية أن تسعى لتحقيق مصالحها الذاتية على حساب الكائنات الحية الأخرى، بل وحتى على حساب بيئتها الخاصة. الطبيعة بدورها، تقدم نفسها كقوة غير قابلة للتحكم، تنتقم بلا رحمة ممن يعتقد أنه يستطيع تطويعها.

 

هذه الثنائية بين الإنسان والطبيعة تُعَدّ تذكيرًا قويًا بما يحدث في الحياة الواقعية، وتحديدًا في المجتمعات التي تعاني من استغلال الإنسان للإنسان، مثل حالة العمالة الوافدة في السعودية.

 

يُعَدّ نظام الكفالة في السعودية إحدى الظواهر المثيرة للجدل، حيث يُمكّن هذا النظام الكفيل من السيطرة الكاملة على العمالة الوافدة. العمال، وخاصة من ذوي الدخل المحدود القادمين من دول نامية، يجدون أنفسهم تحت رحمة الكفيل، الذي يتحكم في مصيرهم المهني والشخصي.

 

يشير الفيلم “حياة الماعز” بشكل غير مباشر إلى مثل هذه الأنظمة من خلال تصويره للعلاقات غير المتوازنة بين الأطراف القوية والضعيفة. في حالة العمالة الوافدة، يُظهر الواقع كيف يتم استغلال هؤلاء العمال، الذين يجدون أنفسهم في أوضاع قاسية، حيث يُجبرون على العمل تحت ظروف غير إنسانية مقابل أجور زهيدة. وفي بعض الحالات، يُحرمون حتى من حقوقهم الأساسية، مثل الحصول على أجر عادل أو حتى القدرة على مغادرة البلاد بدون موافقة الكفيل.

 

كما يبرز في الفيلم كيف أن الطبيعة قد تكون قاسية، لكن قسوتها تختلف عن قسوة الإنسان؛ فبينما تأتي قسوة الطبيعة كنتيجة لعوامل طبيعية بحتة، فإن قسوة الإنسان غالبًا ما تكون نتيجة لتصرفات واعية تهدف لتحقيق مكاسب شخصية على حساب الآخرين.

 

في السعودية، تتكرر المشاهد المؤلمة لعمال يعانون في ظل نظام الكفالة، حيث يجدون أنفسهم محاصرين بقوانين وأنظمة تجردهم من حقوقهم. هذه القسوة الممنهجة تجعل من الضروري إعادة النظر في السياسات التي تحكم العلاقة بين الكفيل والعمال، وضرورة العمل على تحسين ظروف العمالة وضمان حقوقهم الإنسانية.

 

يجدر بنا أن نتذكر أن الفن، بما في ذلك السينما، ليس مجرد وسيلة للتسلية، بل هو قوة تغيير حقيقية. فيلم “حياة الماعز” يعكس لنا جزءًا من هذه القسوة، ويدفعنا للتفكير في دورنا كمجتمعات في التصدي لمثل هذه الظواهر.

 

علينا أن نتساءل: كيف يمكننا استخدام الفن لرفع مستوى الوعي حول قضايا حقوق الإنسان؟ وكيف يمكننا العمل على تغيير الأنظمة التي تسبب مثل هذه القسوة؟

 

في الختام، يذكرنا فيلم “حياة الماعز” بوحشية الإنسان تجاه الطبيعة، وبنفس الوقت، يُلقي الضوء على القسوة التي يمكن أن يمارسها البشر تجاه بعضهم البعض. إن ما يعانيه العمال في السعودية تحت نظام الكفالة هو مثال حي على ذلك، ما يدعو إلى ضرورة التحرك والعمل من أجل العدالة الإنسانية. يجب أن يكون الفن جزءًا من هذه الحركة، لرفع الصوت ضد الظلم، ولتحقيق التغيير المنشود.

393 مليون سنتيم فائض ميزانية الدفاع الحسني الجديدي