.

بني بوزرة: معادن من نوعية خاصة تدرس في جامعات عالمية غير مستثمرة لصالح التنمية

<p> </p>
<p>يجيد الرأي العام محليا وإقليميا ضبط ووصف معدلات ومؤشرات التنمية ببني بوزرة مختصرا إياه بأنه سلحفاتي بل وأنه عدمي، لما يرى من علامات الجمود وعدم التفاعل إيجابيا مع مؤهلات الجماعة وخصوصياتها من طرف السلطتين الوصية والمنتخبة والمجتمع المدني الموجود فقط على الورق.</p>
<p>يعتبر المغرب وشماله خاصة، أكثر غنى من إسبانيا ،على مستوى الثروة السياحية والطبيعية والبيئية. ورغم ذلك، فإن الجار الإسباني يستثمر ما لديه في هذا المجال استثمارا عقلانيا يجني من ورائه أموالا طائلة.</p>
<p>ومن أجل تكريس ثقافة التنقيب والبحث العلمي، ودعم علوم الحياة والأرض لدينا، وجب على المعنيين من المسؤولين، استثمار المواقع ذات الطابع الجيولوجي والسياحي، بإشراك الفاعلين الاجتماعيين والاقتصاديين والأكاديميين، للقيام بدراسات جيولوجية وسياحية معمَّقة، وتبسيطها على مستوى الشروحات حول المكونات الطبيعية والجيولوجية للمنطقة، لتكون في متناول المتلَقِّي الداخلي والخارجي، الذي عليه تدور دائرة الرواج الاقتصادي والنشاط المادي والاجتماعي.</p>
<p>هناك 25 كلم من الصخور النفيسة النادرة، يتم تدريسها ودراستها ،باسم بني بوزرة، في جامعات عالمية، ولا يُعِيرُها أهلها من المسؤولين، أية قيمة، مما يضعنا وجها لوجه أمام أسئلة محرقة : هل المسؤولون على مستوى الإقليمي والمحلي واعُون بأهمية ما تحتويه منطقتهم من نفائس ؟؟ وإذا كان الأمر كذلك، ماهي نسبة أو درجة اهتمامهم بهذا الرأسمال اللاّمادي..؟؟ أسئلة لها نبررها خاصة حين لا نعثر ولو على محاولة واحدة من طرف الجماعة تصب في المنحى الإيجابي الكفيل باستثمار هذا الكنز النادر.</p>
<p>ترجع أهمية هذه الأحجار والصخور الموجودة بنقط من شواطئ بني بوزرة، حسب ما صرح به الدكتور الخبير المتخصص “التركيستي” لجريدة “تمودة”، لكونها أولا، لا توجد إلا في بعض الأماكن من العالم؛ ولكونها تتميز بصعودها إلى سطح الأرض من طبقة “المنطو” تحت القشرة الأرضية. أما الخاصية التي توجد في هذه الصخور، حسب نفس الخبير، كونها توجد محاذية لمياه البحر، حيث تقوم الأمواج بتنظيفها من الزوائد الطفيلية لتبرز كل مكوناتها الأصلية من المعادن؛ ومن ناحية أخرى يمكن العثور، في الطريق نحو بني بوزرة، على كثير من الصخور، لكن يصعب التعرف على خصائصها، لِما تحتوي عليه من زوائد حاجبة لِلُبِّها. وللعلم، فإن تكسير هذه الصخور يتيح مراقبة تكوينها المعدني، إذ أن كل صخرة تحتوي على معادن متفردة.</p>
<p>وعلى امتداد المنطقة توجد صخور رسوبية غنية بالبصمات الجيولوجية لها طابع خاص، وفي شأن ما في بني بوزرة من نوع، فلا يوجد مثيل للصخور التي بها ،سوى في مدينة سبتة المحتلة، وفي ناحية “روندا” بإسبانيا، مما يؤكد ندرتها عالميا.</p>
<p>وتتعدد الأفكار والرؤى حول الاستعمالات العلمية لهذه الصخور. وقد أُنجزت حول هذه الصخور النادرة، حوالي 30 دراسة علمية معمقة. ويمتد هذا النوع النادر من الصخور انطلاقا من النقطة المعروفة ببني بوزرة، على امتداد 25 كلم إلى غاية “أمتار”.</p>
<p>وبسبب هذا الكنز المهمل، تُذكر بني بوزرة في جميع دول العالم، من اليابان إلى أوروبا، حيث يتم دراسة صخورها في جميع جامعات العالم، وتُصَنَّف بني بوزرة كموقع عالمي لهذه الصخور النادرة.</p>
<p>رغم كل هذا لا نعثر،للأسف الشديد، على أي دليل تبياني أو مؤشر يدل ويعرّف الزائر على هذا الكنز الجيولوجي العالمي.</p>
<p>لا أعتقد أن هناك أسهل من التعريف بهذه النقطة الشاطئية المهمة، وجعلها مزارة رئيسية مجهزة بما يلزم من تجهيزات استقبال الوفود والزوار، أفرادا وهيئات، ودارسين ،وباحثين، مما سيكون له، بكل تأكيد، تأثير مادي ومعنوي مُهم ،لصالح الجماعة وساكنيها.</p>
<p>فكيف يرد المسؤولون؟! أليس هذا من صميم البدائل المتاحة التي يمكن استثمارها لصالح المنطقة، وبالتالي تكون وسيلة لرفع التهميش عن أهاليها، وتحريك عجلة تقدم المنطقة بِرُمَّتها؟!</p> 393 مليون سنتيم فائض ميزانية الدفاع الحسني الجديدي

عبدالإله الوزاني التهامي

 

يجيد الرأي العام محليا وإقليميا ضبط ووصف معدلات ومؤشرات التنمية ببني بوزرة مختصرا إياه بأنه سلحفاتي بل وأنه عدمي، لما يرى من علامات الجمود وعدم التفاعل إيجابيا مع مؤهلات الجماعة وخصوصياتها من طرف السلطتين الوصية والمنتخبة والمجتمع المدني الموجود فقط على الورق.

يعتبر المغرب وشماله خاصة، أكثر غنى من إسبانيا ،على مستوى الثروة السياحية والطبيعية والبيئية. ورغم ذلك، فإن الجار الإسباني يستثمر ما لديه في هذا المجال استثمارا عقلانيا يجني من ورائه أموالا طائلة.

ومن أجل تكريس ثقافة التنقيب والبحث العلمي، ودعم علوم الحياة والأرض لدينا، وجب على المعنيين من المسؤولين، استثمار المواقع ذات الطابع الجيولوجي والسياحي، بإشراك الفاعلين الاجتماعيين والاقتصاديين والأكاديميين، للقيام بدراسات جيولوجية وسياحية معمَّقة، وتبسيطها على مستوى الشروحات حول المكونات الطبيعية والجيولوجية للمنطقة، لتكون في متناول المتلَقِّي الداخلي والخارجي، الذي عليه تدور دائرة الرواج الاقتصادي والنشاط المادي والاجتماعي.

هناك 25 كلم من الصخور النفيسة النادرة، يتم تدريسها ودراستها ،باسم بني بوزرة، في جامعات عالمية، ولا يُعِيرُها أهلها من المسؤولين، أية قيمة، مما يضعنا وجها لوجه أمام أسئلة محرقة : هل المسؤولون على مستوى الإقليمي والمحلي واعُون بأهمية ما تحتويه منطقتهم من نفائس ؟؟ وإذا كان الأمر كذلك، ماهي نسبة أو درجة اهتمامهم بهذا الرأسمال اللاّمادي..؟؟ أسئلة لها نبررها خاصة حين لا نعثر ولو على محاولة واحدة من طرف الجماعة تصب في المنحى الإيجابي الكفيل باستثمار هذا الكنز النادر.

ترجع أهمية هذه الأحجار والصخور الموجودة بنقط من شواطئ بني بوزرة، حسب ما صرح به الدكتور الخبير المتخصص “التركيستي” لجريدة “تمودة”، لكونها أولا، لا توجد إلا في بعض الأماكن من العالم؛ ولكونها تتميز بصعودها إلى سطح الأرض من طبقة “المنطو” تحت القشرة الأرضية. أما الخاصية التي توجد في هذه الصخور، حسب نفس الخبير، كونها توجد محاذية لمياه البحر، حيث تقوم الأمواج بتنظيفها من الزوائد الطفيلية لتبرز كل مكوناتها الأصلية من المعادن؛ ومن ناحية أخرى يمكن العثور، في الطريق نحو بني بوزرة، على كثير من الصخور، لكن يصعب التعرف على خصائصها، لِما تحتوي عليه من زوائد حاجبة لِلُبِّها. وللعلم، فإن تكسير هذه الصخور يتيح مراقبة تكوينها المعدني، إذ أن كل صخرة تحتوي على معادن متفردة.

وعلى امتداد المنطقة توجد صخور رسوبية غنية بالبصمات الجيولوجية لها طابع خاص، وفي شأن ما في بني بوزرة من نوع، فلا يوجد مثيل للصخور التي بها ،سوى في مدينة سبتة المحتلة، وفي ناحية “روندا” بإسبانيا، مما يؤكد ندرتها عالميا.

وتتعدد الأفكار والرؤى حول الاستعمالات العلمية لهذه الصخور. وقد أُنجزت حول هذه الصخور النادرة، حوالي 30 دراسة علمية معمقة. ويمتد هذا النوع النادر من الصخور انطلاقا من النقطة المعروفة ببني بوزرة، على امتداد 25 كلم إلى غاية “أمتار”.

وبسبب هذا الكنز المهمل، تُذكر بني بوزرة في جميع دول العالم، من اليابان إلى أوروبا، حيث يتم دراسة صخورها في جميع جامعات العالم، وتُصَنَّف بني بوزرة كموقع عالمي لهذه الصخور النادرة.

رغم كل هذا لا نعثر،للأسف الشديد، على أي دليل تبياني أو مؤشر يدل ويعرّف الزائر على هذا الكنز الجيولوجي العالمي.

لا أعتقد أن هناك أسهل من التعريف بهذه النقطة الشاطئية المهمة، وجعلها مزارة رئيسية مجهزة بما يلزم من تجهيزات استقبال الوفود والزوار، أفرادا وهيئات، ودارسين ،وباحثين، مما سيكون له، بكل تأكيد، تأثير مادي ومعنوي مُهم ،لصالح الجماعة وساكنيها.

فكيف يرد المسؤولون؟! أليس هذا من صميم البدائل المتاحة التي يمكن استثمارها لصالح المنطقة، وبالتالي تكون وسيلة لرفع التهميش عن أهاليها، وتحريك عجلة تقدم المنطقة بِرُمَّتها؟!

393 مليون سنتيم فائض ميزانية الدفاع الحسني الجديدي