حضيض التفاهة وعقلية الرابور

 

 

.

حضيض التفاهة وعقلية الرابور

<p>الثابث والأكيد اننا اليوم نعيش هبوطا حادا في كل القيم، اجتماعية وفنية وثقافية وحتى حقوقية... نعيش لحظة الانحدار إلى حضيض التفاهة والعقلية الانتقامية التي لا تميز ولا توقر ولا تحيد عن السفاهة أبدا.<br />وكما أسلفنا في مقال سابق، عن "حقوق الإنسان المفترى عليها"، فإن "حرية قلة الحيا"، صارت من أركانها الأساسية التي يؤمن بها "المبليون بالجوانات" والمدمنون على المجون والعبث بالحياة وفي الحياة.<br />"ركن أساسي" صار "مقدسا" لدى أمثال "الرابور الكناوي"، الذي تم توقيفه الجمعة على خلفية مذكرة بحث بسبب إخلاله بقوانين البلاد.<br />هذا "المغني" جاءته "القريحة" و"نظم" ترهات سماها كلمات، ومحن "لحنا" جاهزا، واطلق العنان لحنجرته بما يشبه النهيق، وقال "عاش الشعب"، في محاولة لزرع شجرة "النضال" لتخفي غابة "الإجرام و الإدمان" الذي يعيشه صباح مساء.<br />الحديث عن هذه "الأغنية"، يجر إلى كلام قاله فنان مغربي، موسيقي حقيقي، عاب على الجيل الحالي اجترار أغاني الزمن الجميل المغربي، وقال لهم "وريونا أشنو عندكم". لكن الجواب أن مثل هذا "الرابور" ليس لديه شيء، ليس لديه سوى رغبة العيش في فوضى مطلقة، وأن "يبرم الجوان"، في الشارع العام، في جلسة مقهى على "لاطيراس"، وأن يحمل قنينة الخمر معه في جيبه إلى أي مكان شاء... ليس لديه فن لديه فقط "العفن"، ووسخ الأفكار التي تنبعث من قمامة رأسه.<br />اقول لفناننا الجميل، أتركهم يعيدون أغاني الزمن الجميل، حتى لا نسمع "التهرنيط"، وسب الوطن ورجال الوطن و حماة الوطن، و التطاول على شرفاء الوطن.<br />هذا الهبوط الحاد في القيم، ليس في اوساط المدمنين فقط، بل حتى في اوساط من يسمون أنفسهم "نخبة"، صارت حقوق الإنسان جسرهم للعبور إلى ملذات الكسب الظرفي. صارت مفترق طرق لتحويل اتجاه المسار من هذا الطريق إلى ذاك..<br />إننا في الحضيض فعلا.</p>

مواقع

الثابث والأكيد اننا اليوم نعيش هبوطا حادا في كل القيم، اجتماعية وفنية وثقافية وحتى حقوقية... نعيش لحظة الانحدار إلى حضيض التفاهة والعقلية الانتقامية التي لا تميز ولا توقر ولا تحيد عن السفاهة أبدا.
وكما أسلفنا في مقال سابق، عن "حقوق الإنسان المفترى عليها"، فإن "حرية قلة الحيا"، صارت من أركانها الأساسية التي يؤمن بها "المبليون بالجوانات" والمدمنون على المجون والعبث بالحياة وفي الحياة.
"ركن أساسي" صار "مقدسا" لدى أمثال "الرابور الكناوي"، الذي تم توقيفه الجمعة على خلفية مذكرة بحث بسبب إخلاله بقوانين البلاد.
هذا "المغني" جاءته "القريحة" و"نظم" ترهات سماها كلمات، ومحن "لحنا" جاهزا، واطلق العنان لحنجرته بما يشبه النهيق، وقال "عاش الشعب"، في محاولة لزرع شجرة "النضال" لتخفي غابة "الإجرام و الإدمان" الذي يعيشه صباح مساء.
الحديث عن هذه "الأغنية"، يجر إلى كلام قاله فنان مغربي، موسيقي حقيقي، عاب على الجيل الحالي اجترار أغاني الزمن الجميل المغربي، وقال لهم "وريونا أشنو عندكم". لكن الجواب أن مثل هذا "الرابور" ليس لديه شيء، ليس لديه سوى رغبة العيش في فوضى مطلقة، وأن "يبرم الجوان"، في الشارع العام، في جلسة مقهى على "لاطيراس"، وأن يحمل قنينة الخمر معه في جيبه إلى أي مكان شاء... ليس لديه فن لديه فقط "العفن"، ووسخ الأفكار التي تنبعث من قمامة رأسه.
اقول لفناننا الجميل، أتركهم يعيدون أغاني الزمن الجميل، حتى لا نسمع "التهرنيط"، وسب الوطن ورجال الوطن و حماة الوطن، و التطاول على شرفاء الوطن.
هذا الهبوط الحاد في القيم، ليس في اوساط المدمنين فقط، بل حتى في اوساط من يسمون أنفسهم "نخبة"، صارت حقوق الإنسان جسرهم للعبور إلى ملذات الكسب الظرفي. صارت مفترق طرق لتحويل اتجاه المسار من هذا الطريق إلى ذاك..
إننا في الحضيض فعلا.