حذار أيها المغاربة من “ثورة البولفار”.. فلا سلامة لأصحاب الملايير من شعب الميزيريا

 

 

.

حذار أيها المغاربة من “ثورة البولفار”.. فلا سلامة لأصحاب الملايير من شعب الميزيريا

<h4>نتتبع هذه الأيام عبر وسائل الإعلام، الأجنبية بالخصوص، انطلاق ثورة في إحدى دول جنوب أمريكا، وهي الفينزويلا، التي كانت.. وربما لازالت، حِصنا للشيوعية الروسية في أعماق التواجد الخرائطي الأمريكي، وربما استرجع الرئيس الأمريكي المنتقد، طرومب، بعض الشعبية إذا نجحت محاولاته للإطاحة برئيس فينزويلا “نيكولا مادورو”، وقد تكلمت أغلب الصحف المغربية، وحتى المواقع الإعلامية، عن المحاولة التي قام بها وزير الخارجية المغربي بوريطة، الذي عرض على الزعيم الفينزويلي الذي يريد الإطاحة بالرئيس مادورو، بضم اعتراف المغرب إلى جانب الولايات المتحدة لتكريس هذا الانقلاب، قبل السقوط الكامل لدولة منهارة تسندها روسيا والصين، رغم أن المغرب بهذا الاعتراف، يخاطر بصداقته مع النظام الروسي المؤيد للرئيس الفينزويلي، وكل شيء بالنسبة للمغاربة، مشروع إذا كان سيسهم في الإطاحة بانفصاليي البوليساريو الذين ترفرف راياتهم فوق سطوح العاصمة الفينزويلية كاراكاس، وسيكون سقوط مادورو رئيس الدولة المنهارة مرفوقا بالتأكيد، بسقوط علم البوليساريو من سطوح العاصمة كاراكاس، برهانا آخر على أن حظوظ المغرب متوالية في شكل هبات من السماء، هذه السماء التي لم تجد بين مسؤولينا من يشكرها، أو من يعمل من أجل سلامة مخططاتها.</h4>
<h4>وقد يعلق قراء الحقيقة الضائعة على هذه الجولة السياحية في جنوب أمريكا، متسائلين عن مبررات كاتبها على غير عادته(…).</h4>
<h4>لولا أن دوافع الاهتمام بهذا الانقلاب الفينزويلي تكمن في مؤسس هذا النظام، الذي يريد العالم الحر الإطاحة به، ويسمى “فابريسيو أوجيد”، مؤسس الثورة التي أطاحت بالنظام البورجوازي المستقر(…) الذي كانت تعيشه فينزويلا، والتي لازالت منذ عهده إلى اليوم وفي جميع الكتب العالمية، تسمى “ثورة البولفار”، يعني “ثورة الشارع”، فقد جاء هذا الزعيم وجمع الأحزاب الغير محظوظة في الفينزويلا، وأسس ما سماه “ثورة البولفار”، وهيمن بها على هذه الدولة الفينزويلية.</h4>
<h4>لندخل رأسا إلى الموضوع.. ونلقي نظرة على شوارعنا(…) وقد كانت فينزويلا قبل “ثورة البولفار” أغنى ببترولها، وأرقى من المغرب، إضافة إلى أن العارفين بهذه الدولة، يكتبون بأنها كانت نموذج الاستقرار الديمقراطي(…) لنفهم أن الديمقراطية وحدها لا تعتبر ضمانا للاستقرار.</h4>
<h4>وذكر الله بالخير، الوزير الرميد وزير حقوق الإنسان، الذي نبهنا فلسفيا إلى حقيقة وضعنا المهتز(…) فقال ((<strong>نحن المغاربة، مستبدون.. أنصاف ديمقراطيين.. والاستبداد يسكننا.. وتنقصنا ثقافة حقوق الإنسان</strong>)).</h4>
<h4>لنعود إلى استطلاع بولفارات المغرب(…) وما يجري فيها من خلل، يواكب كل دولة غنية حتى وإن كانت نموذجا في الاستقرار الديمقراطي.</h4>
<h4>في النصف الأول من القرن العشرين، وعندما تسببت أخطاء منظمي “ثورة البولفار”(…) وأضافوا لفظة الشعبية إلى الديمقراطية، وبدأت بوادر الفشل تهيمن على هذه الدولة الشعبية الديمقراطية(…) حين جاء شاب ثوري سنة 1998 يسمى “هوكو شافيز” ليعود بهذه الدولة الانقلابية إلى المنطق، وإلى إعادة أحلام هذه الدولة، التي كان سكان أمريكا الجنوبية يسمونها “إلدورادو البترول” كأغنى وسيلة لاستبعاد مبادئ ثورة الشارع، لولا أنه بعد موت المصلح الثوري “هوكو شافيز” اختار أقطاب الحزب – وهو الخطأ الكبير – اختيار عضو في الحزب، كان سائقا للأطوبيسات، ودخل نقابة السواقين، وعينوه رئيسا للدولة الفينزويلية، لينشغل بتدارك ظروفه المادية(…) المتواضعة، ويعيش على أحلام “ثورة البولفار” مغمض العينين، وإغماض العينين عند المسؤولين عن الدول هو الخطر المؤدي إلى نهايتها، وهذا ما حصل لسائق الأطوبيس، الرئيس مادورو الذي اكتشف أن دولته أصبحت من أفقر دول الدنيا، حيث قال المنظم لهذا الانقلاب، رئيس البرلمان “غوايدو” بأن أغلبية سكان وطنه يعيشون بثلاثة دولارات (30 درهم في الشهر) وأن أجور الموظفين لا تتعدى ثلاثين دولارا في الشهر (300 درهم تقريبا).</h4>
<h4>وقد شاهدنا متزعم ثورة الشهر الماضي، غوايدو، يبكي وهو يفضح هذه الأرقام المخجلة، متذكرا بالتأكيد البطل الراحل “هوكو شافيز” الذي كان يحلم بديمقراطية شعبية تتحدى الولايات المتحدة الأمريكية.</h4>
<h4>وبقدر ما نغوص في مسار “ثورة البولفار” نزداد عبر الأخبار المتراكمة في وطننا(…) قربا من “ثورة البولفار” بعيدا عن الثورات الناجحة مثل “ثورة ماوتسي تونغ” التي جعلت الصين تصبح خطرا حقيقيا على الولايات المتحدة، وثورة لينين التي بعد موتها خلفت دولة روسية حافظت على هيبة الاتحاد السوفياتي.</h4>
<h4>الخوف إذن من “ثورة البولفار” في المغرب، وهي المنطلقة من هذه الفوضى التي تسود بلادنا على مستوى جعل الإحصائيات المنشورة هذه الأيام تواكب الآلاف من المهاجرين المغاربة الذين يفضلون المغامرة بالركوب في مخاطر البحر، إلى الدكاترة والأطباء المغاربة الذين نشرت المصادر الإحصائية أن عددهم ثمانية آلاف طبيب مغربي يشتغلون في المستشفيات العالمية بعيدا عن المغرب، ليجتمع الأطباء الدكاترة مع الحراكة.</h4>
<h4>أما الباقون في وطنهم المغرب، وأغلبهم مهووسون بفكرة مغادرته، فإنهم كما قال المعهد الألماني GIGA للدراسات العالمية (نشر يوم 12 يوليوز 2018): ((<strong>إن النظام السياسي المغربي يرتكز على عناصر لصناعة النخب، من خلال شراء الولاءات(…) ومنح الامتيازات، وسياسة الريع الاقتصادي، واعتماد الفساد كخيار استراتيجي للسلطة، وأداة من أدوات الحكم، والقضاء على الرموز التي تتوفر على الشرعية الشعبية</strong>)).</h4>
<h4>ولا تؤاخذ هذه الدراسة المؤسسة الملكية على وصول المغرب إلى هذا الوضع، فكاتب التقرير يسجل: ((<strong>إن القصر الملكي في المغرب أدرك منذ وقت طويل أن النخب المعارضة هي أكثر خطورة على مستقبله من المعارضة الجماهيرية، وأن جل النخب، تربطها علاقة رابح رابح مع القصر الملكي وتدرك أن القرب من القصر هو مفتاح النجاح المالي والاقتصادي، على الرغم من الإشارات المقلقة التي تعبر عن السخط الشعبي من جراء استفحال الفساد</strong>)).</h4>
<h4>جزئية مهمة جدا، تفضل بين ضفتي الأخطار المحدقة، طبقة الذين يعتمدون على النفوذ المخزني، في الوصول إلى أغراضهم، وها نحن نراها متحصنة بالملايير التي تغطي الصفحات الأولى للصحف المغربية، ملايير تفوق الحجم المقابل للمغاربة الذين يشتغلون كي يعيشون، وأولئك الذين لا يشتغلون ولا يعيشون، وهم المواد الخام التي لن تكون بعيدة عن ثورة الشارع.</h4>
<h4>أي شارع، وأية ملايير، وها هو رئيس الحكومة العثماني، يعلن أمام المجلس الحكومي أنه طلب قرضا من البنك الدولي، بقيمة مائة مليار(…) لإعداد إحصائية.</h4>
<h4>لاشك أن مصطادي ملايير الدولة، بكل الوسائل صفقوا للوزير العثماني، وهو الذي سمع القطبين القضائيين المشكورين، مصطفى فارس بصفته رئيس المجلس الأعلى للقضاء، يبحث عن قضاة ذوي شخصية مستقلة(…) وأنه أحال في السنة الفارطة 24 قاضيا إلى مجالس التأديب، والوكيل العام محمد عبد النباوي الذي صرح بأنه تابع في السنة الماضية وحدها أربعة عشر ألف مسؤول بجرائم الرشوة والفساد المالي(…).</h4>
<h4>وبارك الله في حياة القطب الإصلاحي، صهر الملك محمد السادس، الشريف محمد الشرقاوي، الذي نقل عنه الباحث عبد الله العروي في كتابه “خواطر الصباح” أنه قال له يوما ((<strong>أن جنرالا في الجيش كان يستمع إلى رجل أعمال يتحدث فقال له الجنرال: هذه هي القسمة، أنتم اجمعوا الأموال ونحن نحميكم</strong>)).</h4>
<h4>ومنذ ذلك التاريخ، وأصحاب الملايير في دولة الدراهم يضخمون مواقعهم لنقرأ في الصحف هذه الأيام أن حزب الأصالة الذي أسس منذ سنوات قليلة يعرف أقطابه صراعا من أجل الملايير ((<strong>واختفاء الملايير بعد الانقلاب على العمري</strong>)) و((<strong>بنشماس يجمع ثمانية ملايير من أصحاب الشكارة والبرلمانيين</strong>)) (الأخبار. 29 يناير 2019) ((<strong>وقنبلة مالية تنفجر في البام</strong>)) و((<strong>حرب أهلية في البام</strong>)) (الصباح. 30 يناير 2019) ليدمج السيد جطو رئيس المجلس الأعلى للحسابات، زادنا الله من أمثاله ((<strong>ويعلن قراره بتفتيش في تضخم ثروات أعضاء مجلس المستشارين والبرلمانيين الذين يتحايلون(…) بتسجيل ممتلكاتهم في أسماء زوجاتهم وأبنائهم</strong>)).</h4>
<h4>فهل كانت هناك نماذج من هذه التصرفات منتظرة في حق مسؤولين عن هذا الحزب المرضي عليه(…) وقد كانت هذه تصرفاته حتى قبل أن يسعد بتحقيق حلمه في أن يصبح حزب الأغلبية(…) ولو أصبح كذلك، لسارع المغاربة إلى إعلان “ثورة البولفار”، التي بدأنا بالحديث عنها.</h4>
<h4>وصدق زعيم الساعات الأخيرة، عبد الإله بن كيران الذي بعد أن حصل على الهدية الملكية، صرح بقوله: ((<strong>إن الذي دار المقاطعة يمكن له أن يكركبك</strong>)).</h4>

مواقع

نتتبع هذه الأيام عبر وسائل الإعلام، الأجنبية بالخصوص، انطلاق ثورة في إحدى دول جنوب أمريكا، وهي الفينزويلا، التي كانت.. وربما لازالت، حِصنا للشيوعية الروسية في أعماق التواجد الخرائطي الأمريكي، وربما استرجع الرئيس الأمريكي المنتقد، طرومب، بعض الشعبية إذا نجحت محاولاته للإطاحة برئيس فينزويلا “نيكولا مادورو”، وقد تكلمت أغلب الصحف المغربية، وحتى المواقع الإعلامية، عن المحاولة التي قام بها وزير الخارجية المغربي بوريطة، الذي عرض على الزعيم الفينزويلي الذي يريد الإطاحة بالرئيس مادورو، بضم اعتراف المغرب إلى جانب الولايات المتحدة لتكريس هذا الانقلاب، قبل السقوط الكامل لدولة منهارة تسندها روسيا والصين، رغم أن المغرب بهذا الاعتراف، يخاطر بصداقته مع النظام الروسي المؤيد للرئيس الفينزويلي، وكل شيء بالنسبة للمغاربة، مشروع إذا كان سيسهم في الإطاحة بانفصاليي البوليساريو الذين ترفرف راياتهم فوق سطوح العاصمة الفينزويلية كاراكاس، وسيكون سقوط مادورو رئيس الدولة المنهارة مرفوقا بالتأكيد، بسقوط علم البوليساريو من سطوح العاصمة كاراكاس، برهانا آخر على أن حظوظ المغرب متوالية في شكل هبات من السماء، هذه السماء التي لم تجد بين مسؤولينا من يشكرها، أو من يعمل من أجل سلامة مخططاتها.

وقد يعلق قراء الحقيقة الضائعة على هذه الجولة السياحية في جنوب أمريكا، متسائلين عن مبررات كاتبها على غير عادته(…).

لولا أن دوافع الاهتمام بهذا الانقلاب الفينزويلي تكمن في مؤسس هذا النظام، الذي يريد العالم الحر الإطاحة به، ويسمى “فابريسيو أوجيد”، مؤسس الثورة التي أطاحت بالنظام البورجوازي المستقر(…) الذي كانت تعيشه فينزويلا، والتي لازالت منذ عهده إلى اليوم وفي جميع الكتب العالمية، تسمى “ثورة البولفار”، يعني “ثورة الشارع”، فقد جاء هذا الزعيم وجمع الأحزاب الغير محظوظة في الفينزويلا، وأسس ما سماه “ثورة البولفار”، وهيمن بها على هذه الدولة الفينزويلية.

لندخل رأسا إلى الموضوع.. ونلقي نظرة على شوارعنا(…) وقد كانت فينزويلا قبل “ثورة البولفار” أغنى ببترولها، وأرقى من المغرب، إضافة إلى أن العارفين بهذه الدولة، يكتبون بأنها كانت نموذج الاستقرار الديمقراطي(…) لنفهم أن الديمقراطية وحدها لا تعتبر ضمانا للاستقرار.

وذكر الله بالخير، الوزير الرميد وزير حقوق الإنسان، الذي نبهنا فلسفيا إلى حقيقة وضعنا المهتز(…) فقال ((نحن المغاربة، مستبدون.. أنصاف ديمقراطيين.. والاستبداد يسكننا.. وتنقصنا ثقافة حقوق الإنسان)).

لنعود إلى استطلاع بولفارات المغرب(…) وما يجري فيها من خلل، يواكب كل دولة غنية حتى وإن كانت نموذجا في الاستقرار الديمقراطي.

في النصف الأول من القرن العشرين، وعندما تسببت أخطاء منظمي “ثورة البولفار”(…) وأضافوا لفظة الشعبية إلى الديمقراطية، وبدأت بوادر الفشل تهيمن على هذه الدولة الشعبية الديمقراطية(…) حين جاء شاب ثوري سنة 1998 يسمى “هوكو شافيز” ليعود بهذه الدولة الانقلابية إلى المنطق، وإلى إعادة أحلام هذه الدولة، التي كان سكان أمريكا الجنوبية يسمونها “إلدورادو البترول” كأغنى وسيلة لاستبعاد مبادئ ثورة الشارع، لولا أنه بعد موت المصلح الثوري “هوكو شافيز” اختار أقطاب الحزب – وهو الخطأ الكبير – اختيار عضو في الحزب، كان سائقا للأطوبيسات، ودخل نقابة السواقين، وعينوه رئيسا للدولة الفينزويلية، لينشغل بتدارك ظروفه المادية(…) المتواضعة، ويعيش على أحلام “ثورة البولفار” مغمض العينين، وإغماض العينين عند المسؤولين عن الدول هو الخطر المؤدي إلى نهايتها، وهذا ما حصل لسائق الأطوبيس، الرئيس مادورو الذي اكتشف أن دولته أصبحت من أفقر دول الدنيا، حيث قال المنظم لهذا الانقلاب، رئيس البرلمان “غوايدو” بأن أغلبية سكان وطنه يعيشون بثلاثة دولارات (30 درهم في الشهر) وأن أجور الموظفين لا تتعدى ثلاثين دولارا في الشهر (300 درهم تقريبا).

وقد شاهدنا متزعم ثورة الشهر الماضي، غوايدو، يبكي وهو يفضح هذه الأرقام المخجلة، متذكرا بالتأكيد البطل الراحل “هوكو شافيز” الذي كان يحلم بديمقراطية شعبية تتحدى الولايات المتحدة الأمريكية.

وبقدر ما نغوص في مسار “ثورة البولفار” نزداد عبر الأخبار المتراكمة في وطننا(…) قربا من “ثورة البولفار” بعيدا عن الثورات الناجحة مثل “ثورة ماوتسي تونغ” التي جعلت الصين تصبح خطرا حقيقيا على الولايات المتحدة، وثورة لينين التي بعد موتها خلفت دولة روسية حافظت على هيبة الاتحاد السوفياتي.

الخوف إذن من “ثورة البولفار” في المغرب، وهي المنطلقة من هذه الفوضى التي تسود بلادنا على مستوى جعل الإحصائيات المنشورة هذه الأيام تواكب الآلاف من المهاجرين المغاربة الذين يفضلون المغامرة بالركوب في مخاطر البحر، إلى الدكاترة والأطباء المغاربة الذين نشرت المصادر الإحصائية أن عددهم ثمانية آلاف طبيب مغربي يشتغلون في المستشفيات العالمية بعيدا عن المغرب، ليجتمع الأطباء الدكاترة مع الحراكة.

أما الباقون في وطنهم المغرب، وأغلبهم مهووسون بفكرة مغادرته، فإنهم كما قال المعهد الألماني GIGA للدراسات العالمية (نشر يوم 12 يوليوز 2018): ((إن النظام السياسي المغربي يرتكز على عناصر لصناعة النخب، من خلال شراء الولاءات(…) ومنح الامتيازات، وسياسة الريع الاقتصادي، واعتماد الفساد كخيار استراتيجي للسلطة، وأداة من أدوات الحكم، والقضاء على الرموز التي تتوفر على الشرعية الشعبية)).

ولا تؤاخذ هذه الدراسة المؤسسة الملكية على وصول المغرب إلى هذا الوضع، فكاتب التقرير يسجل: ((إن القصر الملكي في المغرب أدرك منذ وقت طويل أن النخب المعارضة هي أكثر خطورة على مستقبله من المعارضة الجماهيرية، وأن جل النخب، تربطها علاقة رابح رابح مع القصر الملكي وتدرك أن القرب من القصر هو مفتاح النجاح المالي والاقتصادي، على الرغم من الإشارات المقلقة التي تعبر عن السخط الشعبي من جراء استفحال الفساد)).

جزئية مهمة جدا، تفضل بين ضفتي الأخطار المحدقة، طبقة الذين يعتمدون على النفوذ المخزني، في الوصول إلى أغراضهم، وها نحن نراها متحصنة بالملايير التي تغطي الصفحات الأولى للصحف المغربية، ملايير تفوق الحجم المقابل للمغاربة الذين يشتغلون كي يعيشون، وأولئك الذين لا يشتغلون ولا يعيشون، وهم المواد الخام التي لن تكون بعيدة عن ثورة الشارع.

أي شارع، وأية ملايير، وها هو رئيس الحكومة العثماني، يعلن أمام المجلس الحكومي أنه طلب قرضا من البنك الدولي، بقيمة مائة مليار(…) لإعداد إحصائية.

لاشك أن مصطادي ملايير الدولة، بكل الوسائل صفقوا للوزير العثماني، وهو الذي سمع القطبين القضائيين المشكورين، مصطفى فارس بصفته رئيس المجلس الأعلى للقضاء، يبحث عن قضاة ذوي شخصية مستقلة(…) وأنه أحال في السنة الفارطة 24 قاضيا إلى مجالس التأديب، والوكيل العام محمد عبد النباوي الذي صرح بأنه تابع في السنة الماضية وحدها أربعة عشر ألف مسؤول بجرائم الرشوة والفساد المالي(…).

وبارك الله في حياة القطب الإصلاحي، صهر الملك محمد السادس، الشريف محمد الشرقاوي، الذي نقل عنه الباحث عبد الله العروي في كتابه “خواطر الصباح” أنه قال له يوما ((أن جنرالا في الجيش كان يستمع إلى رجل أعمال يتحدث فقال له الجنرال: هذه هي القسمة، أنتم اجمعوا الأموال ونحن نحميكم)).

ومنذ ذلك التاريخ، وأصحاب الملايير في دولة الدراهم يضخمون مواقعهم لنقرأ في الصحف هذه الأيام أن حزب الأصالة الذي أسس منذ سنوات قليلة يعرف أقطابه صراعا من أجل الملايير ((واختفاء الملايير بعد الانقلاب على العمري)) و((بنشماس يجمع ثمانية ملايير من أصحاب الشكارة والبرلمانيين)) (الأخبار. 29 يناير 2019) ((وقنبلة مالية تنفجر في البام)) و((حرب أهلية في البام)) (الصباح. 30 يناير 2019) ليدمج السيد جطو رئيس المجلس الأعلى للحسابات، زادنا الله من أمثاله ((ويعلن قراره بتفتيش في تضخم ثروات أعضاء مجلس المستشارين والبرلمانيين الذين يتحايلون(…) بتسجيل ممتلكاتهم في أسماء زوجاتهم وأبنائهم)).

فهل كانت هناك نماذج من هذه التصرفات منتظرة في حق مسؤولين عن هذا الحزب المرضي عليه(…) وقد كانت هذه تصرفاته حتى قبل أن يسعد بتحقيق حلمه في أن يصبح حزب الأغلبية(…) ولو أصبح كذلك، لسارع المغاربة إلى إعلان “ثورة البولفار”، التي بدأنا بالحديث عنها.

وصدق زعيم الساعات الأخيرة، عبد الإله بن كيران الذي بعد أن حصل على الهدية الملكية، صرح بقوله: ((إن الذي دار المقاطعة يمكن له أن يكركبك)).