أثار مقطع من فقرة لأحد كوميدي القناة الثانية دوزيم في احتفالات رأس السنة، وهو يستهزئ بالعلامة المالكي القاضي عياض -رحمه الله- بوضع كتابه في المرحاض (مكتبة في المرحاض)، الكثير من السخط والشجب في مواقع التواصل الاجتماعي.

وتساءل عدد من المعلقين: أين حماة المذهب المالكي؟ أيستهزء في قناة تمول من جيوب المغاربة بأحد أشهر نجوم العلماء المالكية، العلامة القاضي عياض؟!!

في حين اختار الكثيرون التنديد والتعبير عن سخطهم بالتصريح بأنهم لم يعودوا يشاهدون قنوات “الصرف الصحي”.

ننقل لكم عددا من التدوينات التي نشرت في فيسبوك لاستنكار هذا الاستهزاء البئيس:

الكاتب والباحث مصطفى بن عمور كتب تعليقا على المقطع: “هذه كائنات هلامية لا قيمة لها ولا معنى في وجودها.. بل ينحصر وجودها في بطون وما تحت البطون.. ولذلك يكون وكدهم هو ضرب القيم وتفتيت الكينونة بوعي أو بغير.. أقل ما يقال عنهم: سفهاء من غثاء الوجود سيرميهم سيل التاريخ الى مهاوي العدمية”.

يوسف وهابي العلمي كتب: “تافه في قناة عمومية قال: حنا فالطواليط عندنا مكتبة صغيرة كدخل تقرا كتاب د القاضي عياض تخرج قاضي حاجة!!
أهكذا أصبح يُستهزء بعلمائنا وصلحاء هذا البلد؟
القاضي عياض أحد كبار علماء المسلمين الذي يعتبر مرجع في شرح الأحاديث النبوية عند علماء المسلمين عبر الزمان وأشهر الرجال السبعة المدفونين بمراكش الذي قيل عنه: “لولا كتاب الشفا لما عُرف عياض ولولا عياض لما عُرف المغرب”.

ذ. طارق الحمودي وتحت عنوان”المرحاض.. والقاضي عياض.. ودوزيم.. ورأس السنة..!!”، كتب في حسابه على فيسبوك “في كوميديا “دوزيم” يُضحكون المغاربة بوضع “الشفا بحقوق المصطفى” للقاضي عياض في “المرحاض”!!!
في احتفال رأس السنة.. قناة اسمها “دوزيم-2M”، تستمتع بالسخرية والاستهزاء بالقاضي عياض، عالم سبتة، وأحد أئمة الحديث المالكية في المغرب، صاحب كتاب “الشفا في حقوق المصطفى”، و”الإلماع” و”الغنية” و”ترتيب المدارك”.
يخرج فيها علينا مهرج سخيف على تلك القناة.. يُضحك الحاضرين، بالسخرية من إمام من أئمة المسلمين، بأكثر الطرق وساخة وقذارة.. يستعمل صورة متخيلة عن كونه يملك مرحاضا به مكتبة.. يقرأ فيه الداخل كتاب “القاضي عياض” ثم يخرج وقد قضى حاجته.
لماذا يختار هذا المهرج القاضي عياض…؟
لماذا يومئ إلى “الشفا” الذي جعله القاضي عياض لبيان عالي مقام سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام؟
هل طلب منه ذلك…؟ أم هو اجتهاد شخصي ؟
لماذا يجعله هذا المهرج في المرحاض.. ويقرنه بقضاء الحاجة…!؟
ومع كل هذا.. لم تتردد القناة في نشر المقطع الوسخ على قناتها في اليويتيوب.. بكل وقاحة..!
أين الهاكا؟
حسبنا الله ونعم الوكيل… في القناة والقائمين عليها وداعميها”.

الإعلامي إبراهيم بيدون نشر في حسابه تدوينة جاء فيها “في إطار استمرار مسلسل استهزائها بقيم المغاربة وأحكام دينهم وأخلاقهم الإسلامية.. والتطبيع مع السلوكيات المنحرفة.. جاء الدور هذه المرة في القناة الثانية دوزيم، لتبث للمغاربة وصلة كوميدية احتفالا برأس السنة.. يستهزأ فيها بالكتب الشرعية، من خلال تصور وضعها في مرحاض، وبالانتقاص من أحد أشهر علماء المالكية، وهو العلامة المغربي السبتي القاضي عياض رحمه الله..
فمن سيحاسب شاشة الانحراف هذه؟!!!”.

المرابط كتب هو الآخر “عندما تصير للتفاهة قيمة هذه هي النتيجة. والقناة الثانية مدرسة لتخريج التافهين والتافهات”.

رشيد الوافي كتب “العجيب في الأمر هو أن كل من هبّ ودب له الحرية الكاملة في التكلم في الدين الحنيف وفي سنّة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم وفي علمائنا وكأننا في بلاد غيرإسلامي ولا علاقة له بالاسلام لا من قريب ولا من بعيد وأكثر من هذا كله أنه إذا تكلم أحد من أهل العلم قامة الدنيا و لم تقعد.. حسبنا الله ونعم الوكيل”.

صابر.ب علق بقوله “التاريخ لا تفهمه الأدمغة الفارغة.
الشفاء للقاضي عياض أهم و كتاب مغربي تناول سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام حتى قال عنه المشارقة:
لولا الشفاء للقاضي عياض لما عرف المغرب”.

أما أيوب الكامل فكتب تحت وسم #السفاهة “المدعو (زهير زائر) بعدما استهزأ بجده ووالده وأمه، استهزأ بكتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى ﷺ للقاضي عياض رحمه الله حيث قال: -(كان عندنا مكتبة في طواليط وعندما تدخل تقرأ القاضي عياض فتخرج قاضي حاجة)-، فكيف للكوميديا أن تكون على حساب أهل بيتك الذي يستحيي الرجل العربي أن يذكر أسرارهم أمام الناس فكيف بالإستهزاء بهم؟؟؟ وأينكم يا حراس الحدود ويا علماء المغرب، هل من رد على سفه الإذاعات واستهزائها بشرع الله، أم أنه البكم حل بكم”.

أحد المعلقين ساق هذا الأثر تعليقا على الفضيحة “قال الحافظ ابن عساكر رحمه الله: اعلم يا أخي وفقنا الله وإياك لمرضاته، وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته، أن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة، فإن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب، ابتلاه الله تعالى قبل موته بموت القلب”.

في المقابل اختار آخرون أن يستغلوا هذه المحطة من خلال نشر سيرة ومناقب وكتب العلامة السبتي القاضي عياض رحمه الله.