جمال الدبوز : كوميديا تخفي الجشع

 

 

.

جمال الدبوز : كوميديا تخفي الجشع

<div class="chapo">بعد غياب دام ثلاثة عشر سنة عن منصات الدار البيضاء، كان الكوميدي المغربي الفرنسي قد وعد بالعودة إلى جمهوره من خلال حفلين سينظمان بالدار البيضاء يومي 19 و 20 من أكتوبر الجاري. غير أن نزاعا حدث بين كل من شركة راديو بلانت المكلفة بعروضه محليا، وشركة كيسمان المكلفة بالإنتاج، والتي يعتبر الفنان أحد مالكيها إلى جانب فيفاندي، جعل هذه الأخيرة تقدم على إلغاء الجولة المرتقبة تحت ذريعة "المس بصورة الفنان". أما في الكواليس، فالصراعات الأخوية والمبالغ الكبيرة هي التي أججت الوضع وجعلته معقدا. هذا التحقيق، يكشف كواليس القصة.</div>
<div class="arabia-content">
<p>لم تنبع الشائعة المنتشرة من فراغ. فبعدما وعد جمهوره البيضاوي باكتشاف آخر عروضه “الآن أو جمال”  يومي 19 و 20 أكتوبر بالمركب الرياضي الأمل، أخلف الممثل الكوميدي الفرنسي المغربي جمال دبوز موعده مع جمهوره بالدارالبيضاء.</p>
<p> </p>
<p>الخبر الذي نزل كحمام ثلج على محبي الفنان، الذين كانوا ينتظرون رؤية نجمهم، بعدما غاب عن مدينتهم لمدة 13 سنة، جاء في بيان -بنبرة متراجعة- نشر من باريس مساء الاثنين، بينما كانت جولة الدبوز الفرنسية مستمرة على قدم وساق بتواريخ متتابعة، معلنا أن “شركة كيسمان ماروك بروديكسيون، المالك الحصري لحقوق عروض جمال الدبوز في المغرب، اضطرت لفسخ العقد الذي يربطها مع شركة راديو بلانيت المسؤولة عن بث وتنظيم العروض” . والسبب في ذلك، وفقاً للبيان الصحفي، هو أن راديو بلانيت قد “انتهكت بشكل صارخ التزاماتها الأساسية من خلال الإخلال الجسيم بالعقد، كما أخفقت في مراعاة القواعد الأساسية للسلوك المهني” .</p>
<div id="inside_article">
<div id="div-gpt-ad-1492013475915-0">
<div id="google_ads_iframe_/41085080/Web_300x250_medium_0__container__"><iframe id="google_ads_iframe_/41085080/Web_300x250_medium_0" title="3rd party ad content" name="google_ads_iframe_/41085080/Web_300x250_medium_0" width="300" height="250" frameborder="0" marginwidth="0" marginheight="0" scrolling="no"></iframe></div>
</div>
</div>
<p> </p>
<p>خبر لم يصدم جمهوره فقط، بل شكل مفاجأة كذلك لحكيم الشكراوي، الرئيس الشاب لراديو بلانيت، المعروف بإطلاقه بنجاح لشبكة الويب راديو NRJ بالمغرب. والذي أبدى تحفظا حول القضية، بعد اتصال لوديسك به، مشيرا إلى أنه لم يتم حتى الآن “إخطاره رسميا بهذا القرار”  مردفا “ينص العقد على أن الإشعار يتم بواسطة البريد المضمون أو البريد الإلكتروني أو الفاكس” ، موضحا عزمه “اللجوء إلى التحكيم على النحو المنصوص عليه في شروط الاتفاق “ .</p>
<p> </p>
<h3><strong>حقوق الصورة، هل تم استغلال ثغرة في العقد؟</strong></h3>
<p> </p>
<p>بحسب الشركة الأم لكيسمان، فالإلغاء الذي تم في اللحظات الأخيرة جاء بسبب “إساءة استخدام صورة جمال لأغراض تجارية” . ويبرر البيان هذا الأمر بأن “كيسمان ماروك بروديكسيون، بعد أن حاولت دون جدوى التوصل لاتفاق مرض مع راديو بلانيت غايتها الوحيدة في ذلك هي إرضاء الجمهور المغربي، لم تجد أمامها من خيار سوى إلغاء العرض (… ) محتفظة بكل السبل القانونية التي تحافظ على مصالحها المشروعة “ .</p>
<p> </p>
<p>تجدر الإشارة إلى أن جمال، الذي يأتي كل عام كرئيس لمهرجان الضحك بمراكش، لم يقدم بعد آخر ابداعه للمغاربة، بينما كان على خشبة المسرح منذ مدة بتونس أمام 8000 متفرج. في حين لم تكن هذه المرة الأولى، التي ينظم فيها راديو بلانيت عرضا لجمال، إذ سبق للشركة مراكمة تجربة سنوات في تنظيم جولة شاطئية في إطار مهرجان معروف، كما نظمت عرضا لجمال الدبوز في منتجع مازاغان سنة 2014، وبعد سنة واحدة نظمت له عرضا ثانيا في لبنان. تعاون سمح به سيباستيان شارليي، صديق جمال لمدة طويلة ومساعده في التواصل مع الصحافة بوكالة موزاييك.</p>
<p> </p>
<p>كما أن كريم الدبوز شقيق الفنان وشريكه، قد وعد بصفته على رأس الإدارة بأن يعهد حصريًا إلى راديو بلانيت بتنظيم العرض القادم في الدار البيضاء، ليتم في ماي 2018 ابرام اتفاق مبدئي بين كريم الدبوز مدير شركة كيسمان ماروك وراديو بلانيت، هذا العقد الذي يتوفر موقع لوديسك على نسخة منه، والذي تم توقيعه النهائي في 13 يونيو تضمن أربعة تواريخ : اثنان في الدار البيضاء في 19 و20 أكتوبر. متبوعين بآخرين في بيروت ودبي، خلال شهر نونبر غالبا. في حين حدد أجر الفنان في 300000 أورو.</p>
<p> </p>
<p>موازاة مع ذلك، ووفقًا لمراسلات مكثفة جرت بين الطرفين، تمكنت لوديسك من الحصول عليها، فإن المفاوضات تناولت أيضا جوانب معينة متعلقة بالتسويق. فعلى بعد شهر واحد من العرض، أضاف جمال الدبوز بعض الشروط مثل تذاكر درجة رجال الأعمال لطفليه ليون وليلا، وصالة كبار الزوار بما في ذلك تنظيم وليمة مسائية لثلاثين شخصًا تم اختيارهم بعناية، وإعداد طائرة خاصة لتنقله إلى لبنان والإمارات، هذا الشرط الأخير لم يتم الاحتفاظ به لتكلفته الباهظة، حسبما أكد المنظمون. كما حضر المدير المكلف بالمسرح الخاص به سيلفان رينييه إلى الدار البيضاء للتحقق من كون مجمع الأمل يرقى إلى مستوى استضافة العرض.</p>
<p> </p>
<p>على مقربة 20 يوما من موعد الحفل، أعلم أوليفر رودوت، منتج العرض هاتفيا راديو بلانيت أن “جمال غير مستعد فنياً” ، وصرح الطرف المنظم أنه “اقترح في البداية تأجيله إلى تاريخ لاحق” . في ذات الوقت ترددت أخبار في محيط جمال عن أن شقيقه كريم “لم يعد مديرا لكيسمان ماروك” . ففي 27 شتنبر بدأ كل من أوليفر رودوت وأنطوان كودرون المعروف سابقا بديجي كرافت والذي أصبح مديرا لجمال، هذا النوع من القلاقل، في تزامن مع البدء الفعلي لبيع التذاكر، إذ نفذت تذاكر العرض الأول، أي ما يقارب من 4،900 تذكرة بيعت بسعر بين 300 و 900 درهم من الشركاء من شبكات البيع وتوزيع التذاكر، كما جهزت الملصقات الترويجية.</p>
<p> </p>
<div class="grandangle-picture push-direction">
<div class="zoom-glass"> </div>
<a class="lg-entry" href="https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Jamel-Coudron.jpeg?x31069" target="_blank"><img class="attachment-mobile size-mobile" src="https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Jamel-Coudron.jpeg?x31069" srcset="https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Jamel-Coudron.jpeg 1024w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Jamel-Coudron-300x169.jpeg 300w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Jamel-Coudron-768x432.jpeg 768w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Jamel-Coudron-800x450.jpeg 800w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Jamel-Coudron-900x506.jpeg 900w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Jamel-Coudron-280x158.jpeg 280w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Jamel-Coudron-124x70.jpeg 124w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Jamel-Coudron-220x124.jpeg 220w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Jamel-Coudron-350x197.jpeg 350w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Jamel-Coudron-320x180.jpeg 320w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Jamel-Coudron-700x394.jpeg 700w" alt="" width="1024" height="576" /></a><span class="legend">Jamel et Kev Adams, en compagnie d'Antoine Coudron (DJ Kraft) (en médaillon). Photo extraite de Paris Match</span></div>
<p> </p>
<p>هذه الأخيرة -الملصقات الترويجية- ووفقا لمصادر مقربة من راديو بلانيت فإن نماذجها أصبحت محط نزاع بين الطرفين، رغم أنها كانت لاتزال في طور الموافقة، إذ في 28 شتنبر، تم إرسال إشعار -يتوفر موقع لوديسك على نسخة منه-عن طريق مفوض قضائي إلى المنظم من قبل شركة المحاماة الناصري وشركائه. ويحث فيه راديو بلانيت “على معالجة أوجه التقصير المتعلق بصورة جمال الدبوز”  إذ عاب على راديو بلانيت استخدامه صورة الفنان في ملصقات إعلانية تشكل دعاية لشركة الاتصالات أورانج وعلامة السيارات سكودا، “لأغراض تجارية وبدون موافقة مسبقة من كيسمان” . وهكذا فإن الاشعار القضائي يستند إلى مادتين من العقد المبرم، إحداهما حول حقوق الصورة، والأخرى متعلقة باحتضان العلامة، وخلص المستشار القانوني لـ “جمال”  إلى أن “الانتهاك الصارخ والواضح للعقد يتسبب في إلحاق ضرر كبير بكيسمان والفنان” .</p>
<p> </p>
<p>حجة تبدو قانونية، لكن في مواجهتها تسطع مقولة أن “الشيطان يكمن في التفاصيل” ، إذ يصرح مصدر مقرب من القضية، أن هذه الملصقات هي نموذج اولي فقط، قبل الانتاج النهائي، مع التأكيد أن شركة أورانج قدمت يوم الاثنين 1 أكتوبر، لأنه من المستحيل وقف تصنيع الملصقات التي أطلقتها العلامة التجارية خلال عطلة نهاية الأسبوع، ليقرروا على الفور إلغاء واجهات 4X3. وهو ما يطرح مسألة الموافقة، وبحسب تسجيل صوتي يتوفر لوديسك على نسخة منه، فليس هناك شك في أن كريم الدبوز قد وافق بالفعل على شكل ومضمون هذه الملصقات، مع تحفظات طفيفة تتعلق بإضافة مصدر الصور وذكر وقت العرض.</p>
<p> </p>
<p>وعلاوة على ذلك، يتبين من خلال مراسلات الطرفين أن سلطة القرار فوضت في المغرب لسيباستيان شارليي من طرف كيسمان، فهي تدحض تماما “نظرية التهور”  أو “استغلال ثغرة في بنود العقد للإلغاء” ، “فالموافقة على الملصقات يجب أن تتم بشكل كتابي” . وتعتقد مصادرنا أنه “في حالة اورانج على الخصوص، لم يعارض جمال أبدًا، خاصة أنه سبق أن اورانج من أكبر داعمي مهرجان الضحك بمراكش ! “ .</p>
<p> </p>
<p>فهل كان هذا إذن مجرد عذر لإقصاء المنظم الذي لم يعد مرغوبا فيه، بضع أسابيع فقط قبل تاريخ الحفل؟ إذ أن المفاوضات بين الطرفين بدأت حتى قبل التوصل بإشعار مكتب الناصري وشركائه للمحاماة.</p>
<p> </p>
<p>تجدر الإشارة إلى أن شركة راديو بلانيت راهنت كثيرا في هذه القضية، بسمعتها من جهة، وبحجم الأموال التي أنفقتها دون إمكانية استردادها من جهة أخرى، حيث بلغ مجموع نفقاتها حوالي مليون درهم موزعة على كل من مستحقات إيجار المركب الرياضي، وتكاليف الطباعة والعرض بالإضافة إلى عمولات الوسطاء بالنسبة للتذاكر المباعة سلفا. وسعت راديو بلانيت جاهدة إلى تقاسم الخسائر بين الشركتين، مقترحة كذلك مضاعفة أتعاب الفنان ضمنيا عن طريق إلغاء حفله الثاني بالدار البيضاء، وهو ما ظل مرفوضا من طرف جمال الدبوز “الذي رفض تحمل عواقب انسحابه”  حسب تصريحات راديو بلانيت، رغم مناقشتها مع أنطوان كودرون، الذي أبدى اهتمامه بها.</p>
<p> </p>
<div class="grandangle-picture push-direction">
<div class="zoom-glass"> </div>
<a class="lg-entry" href="https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Hakim_Chegraoui_Credit_David_Rodrigues_23022017124038.jpg?x31069" target="_blank"><img class="attachment-mobile size-mobile" src="https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Hakim_Chegraoui_Credit_David_Rodrigues_23022017124038.jpg?x31069" srcset="https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Hakim_Chegraoui_Credit_David_Rodrigues_23022017124038.jpg 1378w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Hakim_Chegraoui_Credit_David_Rodrigues_23022017124038-300x200.jpg 300w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Hakim_Chegraoui_Credit_David_Rodrigues_23022017124038-768x513.jpg 768w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Hakim_Chegraoui_Credit_David_Rodrigues_23022017124038-1024x684.jpg 1024w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Hakim_Chegraoui_Credit_David_Rodrigues_23022017124038-800x534.jpg 800w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Hakim_Chegraoui_Credit_David_Rodrigues_23022017124038-1100x734.jpg 1100w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Hakim_Chegraoui_Credit_David_Rodrigues_23022017124038-900x601.jpg 900w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Hakim_Chegraoui_Credit_David_Rodrigues_23022017124038-280x187.jpg 280w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Hakim_Chegraoui_Credit_David_Rodrigues_23022017124038-105x70.jpg 105w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Hakim_Chegraoui_Credit_David_Rodrigues_23022017124038-213x142.jpg 213w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Hakim_Chegraoui_Credit_David_Rodrigues_23022017124038-315x210.jpg 315w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Hakim_Chegraoui_Credit_David_Rodrigues_23022017124038-270x180.jpg 270w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Hakim_Chegraoui_Credit_David_Rodrigues_23022017124038-700x467.jpg 700w" alt="" width="1378" height="920" /></a><span class="legend">Hakim Chagraoui. DAVID RODRIGUES/ COURTESY TEL QUEL</span></div>
<p> </p>
<p>من جانب شركة كيسمان، فإن الأمر مختلف تماما، فالشركة تصرح بأن “الجهة المنظمة تحاول تسويق الأوهام حول الموضوع، فشروط العقد لم تكن سليمة، وفبركة القصص تدل على عدم جديتهم، فالوقائع مستفزة، إذ لا يمكن ربط صورة جمال الدبوز بسيارة أو باشتراك هاتفي بكل بساطة…  فالأمور واضحة، لقد تم الاستخفاف بشروط وقواعد الموافقة والتأشير، نقطة نهاية.</p>
<p> </p>
<h3><strong>الشراكة مع فانسون بولوري تتجه نحو الأسوء</strong></h3>
<p> </p>
<p>لقد تبينت خلفية أخرى لهذا المأزق حول النزاع التعاقدي الذي يتعذر تجاوزه، حيث تظهر رواية أخرى، من مصادر أدلت بشهادات متطابقة للوديسك، ترجع تقلُّب جمال الدبوز لخلاف جذري مع شقيقه كريم المسؤول عن تسيير كيسمان المغرب وكل أنشطتها في المملكة بما فيها مهرجان مراكش للضحك.</p>
<p> </p>
<div class="grandangle-picture push-direction">
<div class="zoom-glass"> </div>
<a class="lg-entry" href="https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Jamel-Bollore.jpg?x31069" target="_blank"><img class="attachment-mobile size-mobile" src="https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Jamel-Bollore.jpg?x31069" srcset="https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Jamel-Bollore.jpg 1200w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Jamel-Bollore-300x200.jpg 300w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Jamel-Bollore-768x512.jpg 768w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Jamel-Bollore-1024x683.jpg 1024w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Jamel-Bollore-800x533.jpg 800w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Jamel-Bollore-1100x733.jpg 1100w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Jamel-Bollore-900x600.jpg 900w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Jamel-Bollore-280x187.jpg 280w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Jamel-Bollore-105x70.jpg 105w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Jamel-Bollore-213x142.jpg 213w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Jamel-Bollore-315x210.jpg 315w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Jamel-Bollore-270x180.jpg 270w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Jamel-Bollore-700x467.jpg 700w" alt="" width="1200" height="800" /></a><span class="legend">Jamel et Vincent Bolloré au sortir de leur pacte. SEB CALVET / LESJOURS.FR</span></div>
<p> </p>
<p>وتعود جذور هذا الأمر سنة 2016، عندما تعاقد الكوميدي مع رجل الأعمال الفرنسي فانسون بولوري “الذي يتحدث معه عن الأعمال و أيضا عن السينما و الدبلوماسية”  حسب بي إف إم بيزنس، فإن فيفاندي (عبر فرعها فيفاندي كونتنت) حازت بدورها على جزء من رأسمال كيسمان للإنتاج، التي تأسست سنة 1997، بنسبة 50 %. وقدر مبلغ الاستبدال الجزئي للأسهم ب6 ملايين أورو، حسب تقييمها على حسابات فيفاندي كونتنت.</p>
<p> </p>
<p>وبهذه المناسبة أعلن فرع فيفاندي أنه سيعرض “جمال كوميدي كيدس”  موازاة مع الدخول المدرسي، وهو برنامج مستوحى من “جمال كوميدي كلوب”  الذي عُرض من قبل، إذ أعلن الكوميدي بكل حماس أمام الصحافة المدعوة بمناسبة اتفاقه مع الفريق الجديد “سوف نكرس أنفسنا لهذه القناة التي نحبها وشكرا لكانال بلوس على ثقتهم بنا” ، كما تداولت بعض وسائل الإعلام “لقد كان جمال يتحدث بحميمية مع فانسون بولوري رئيس مجلس مراقبة فيفاندي وكانال بلوس” . هذه الصفقة وبشكل غير مباشر ستغير تسيير الفرع المغربي لكيسمان ماروك الذي سيصبح في الواقع، بعد نقل أسهم جمال (51 %) وكريم الدبوز (49 %)، فرعا مملوكا 100 % للشركة الأم في مقرها بباريس.</p>
<p> </p>
<p>وحسب شهادات متطابقة حصل عليها لوديسك، فإن هذا الانفصال لم يكتمل تماما بين الشقيقين، “جمال لا زال يدين بالكثير من المال لكريم الذي ظل مسيِّرا والذي كان لعدة سنوات عمودا فقريا لكيسمان ماروك، إلى حين موازنة مهرجان مراكش للضحك 2018” .</p>
<p> </p>
<p>يتحمل جمال في مسيرته أحيانا اختيارات قد تنعكس سلبا على أعماله. ففي شتنبر 2017 عندما كان في خضم الترويج لـ”Maintenant ou Jamal” ، قرر أن يظهر في برنامج “Quotidien”  الذي يقدمه يان بارثيس على قناة TMC (التابعة لمجموعة TF1) ما أغضب بولوري الذي كان قد تخلص قبل سنة من بارثيس ومن برنامجه “Le Petit Journal”  على كانال بلوس. وحسب مصدر فرنسي “لقد حذر بولوري جمال عبر الهاتف بإخباره بالمرور لذى سيريل هانونا” ، مما جعل جمال عرضة للإنتقام بعد رفضه لهذا الطلب : إذ تم فسخ كل عقود البث (جمال كوميدي كيدس، السلسلات المصغرة) التي قدمتها كانال بلوس لكيسمان باستثناء مراكش للضحك الذي يبث كل سنة على M6 ولازال يحقق أرباحا بشكل غير مباشر لبولوري، وهو وضع “لا يروق لجمال” ،  تؤكد نفس المصادر، خاصة وأن استمرار تسيير أعماله الفنية بالمغرب تحت مظلة كيسمان “ستكون في غير صالحه بكل تأكيد، إذ يصعب عليه في هذه الحالة الصعود على الخشبة لصالح مساهم على خلاف معه، أو حتى لرد دين شقيقه الذي تحداه” .</p>
<p> </p>
<p>فكريم الدبوز المدعوم بشكل خاص بسيباستيان شارليي الذي أمّن له الترويج الصحفي، بالدار البيضاء لم يغير معسكره ولم ينقلب بسهولة، بل هناك أحداث أخرى أثارت توترات قوية جدا بين الشقيقين الى حد الوصول إلى القطيعة.</p>
<p> </p>
<h3><strong>مريم أبيكزر كان لها دور في إفساد الحفلة؟</strong></h3>
<p> </p>
<p>في يناير 2018، أعلنت في بلاغ صحافي متعهدة الحفلات مريم ابكيزر، صاحبة شركة Avant-Scène التي أنشئت سنة 2003 بالرباط بشراكة مع جمال الدبوز، عن تأسيس شركة جديدة اختارت لها اسم 109، رفقة شريكها جمال الدبوز وصندوق الدعم AfricInvest، هذه الشركة هي عبارة عن وكالة تواصل عالمية بطموحات كبيرة. ما لم يتم ذكره في هذا البلاغ الذي وزع بالمناسبة، هو أنه في يناير 2010  قام جمال ببيع أسهمه في الشركة “Avant-Scène”  عندما كانت تتخبط في جملة من المشاكل، ليعود بعد ثماني سنوات، بعدما تغير حال Avant-Scène، وتحولت لرقم مهم ولاعب يأكل الأخضر واليابس في صفقات هذا القطاع، إلى درجة أصبحت أمامها المنافسة مستعرة، حيث أصبحت تزعج الجميع وكثر الممتعضون منها وتعددت طرق تعبيرهم على ذلك، فحسب تصريح أحد مديري وكالة منافسة : “إنها (مريم أبيكزر) شرهة كلعبة pacmanتحصل على صفقات كبيرة من الدولة، دون المرور في أحيان كثيرة من طلبات العروض” ، معبرا في الوقت ذاته عن غضبه جراء  خساراته المتعددة أمام هذه السيدة، التي تتساءل كل صالونات الرباط عن مصدر نفوذها وسر دعمها من “أعلى هرم السلطة” ، خصوصا “مع قدرتها العجيبة على فتح كل الأبواب الرسمية والحصول على ما تريد، خاصة من المجموعات الكبيرة والمؤسسات العمومية” . كما أن هذه الشركة التي يقدر رقم معاملاتها بحوالي 300 مليون درهم سنوياً، لا تقوم بنشر أي بيانات مالية عن نشاطها، كما سيلاحظ “لوديسك”  عند اطلاعه على ورقة المعلومات المالية الخاصة بالشركة على بوابة inforisk مثلا.</p>
<p> </p>
<div class="grandangle-picture push-direction">
<div class="zoom-glass"> </div>
<a class="lg-entry" href="https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Abikzer-Jamel.jpeg?x31069" target="_blank"><img class="attachment-mobile size-mobile" src="https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Abikzer-Jamel.jpeg?x31069" srcset="https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Abikzer-Jamel.jpeg 1280w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Abikzer-Jamel-300x225.jpeg 300w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Abikzer-Jamel-768x576.jpeg 768w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Abikzer-Jamel-1024x768.jpeg 1024w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Abikzer-Jamel-800x600.jpeg 800w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Abikzer-Jamel-1100x825.jpeg 1100w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Abikzer-Jamel-900x675.jpeg 900w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Abikzer-Jamel-280x210.jpeg 280w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Abikzer-Jamel-93x70.jpeg 93w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Abikzer-Jamel-189x142.jpeg 189w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Abikzer-Jamel-240x180.jpeg 240w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Abikzer-Jamel-700x525.jpeg 700w" alt="" width="1280" height="960" /></a><span class="legend">Jamel et Myriam Abikzer au lancement de leur agence 109. DR</span></div>
<p> </p>
<p>يقول مهني في القطاع بنبرة غاضبة “وضعتم الأصبع على الجرح الذي نعاني منه في هذا البلد، حيث أن أصحاب المشاريع الصغيرة يتم القضاء عليهم وعلى طموحاتهم وأحلامهم، جراء الامتيازات الممنوحة للبعض من الذين يستمدون نفوذهم عبر قربهم من الدوائر العليا” ، مضيفا “النظام هو الذي يسمح بكل هذا، الشيء الذي يستغله جمال أو آخرون. ما الذي قدمه للوطن هذا الكوميدي المقدس؟ بعض النكات على شاشة التلفزيون للتغني بمغربيته؟ عيد ميلاد للمغني Puff Daddy في مراكش؟ محرك جمال الاساسي هو ما يتلقاه من أموال لقاء ما يفعل(… )حوالي 800.000 يورو سنويا، تمنح له من قناة  M6 مقابل مهرجانه “مراكش للضحك”  مستعملا صورا ممنتجة ومفبركة من أجل إيهام الجميع بأن الحضور كان كبيرا ! أين هو مشروع مدينة السينما؟ بل حتى شركته كيسمان المغرب، لا يوظف فيها إلا مستخدمين مؤقتين، ومقرها الرئيسي عبارة عن عنوان في مركز أعمال فقط ولا مقر رسمي خاص لها …  لهذا أرجوكم لا تحدثونا عن تكافؤ الفرص” .</p>
<p> </p>
<p>وقد سبق هذا التحالف المتجدد بين جمال وأبيكزر، قبل بضعة أشهر تحالف سابق في مهرجان “مراكش للضحك” ، حيث أزاحت أبيكزر مونيك الكريشي، صاحبة شركة موزاييك. “انتقد جمال مونيك لأنها لم تبذل ما يكفي من الجهد لجلب رعاة (مستشهرين) كبار” ، يقول مصدر داخلي والذي شرح بأن دور الوكالة يتلخص في ضمان تسويق صورة المهرجان في مختلف وسائل الإعلام. وهو الأمر الذي قرر بعده الممثل الكوميدي أن يعهد بالمهمة لأبيكزر، “لنجاعتها وفعاليتها” ، حسب تصريح أولئك الذين يصفونها “بذات المواهب الإستثنائية” ، وهكذا تم تسليم المشعل لوكالة بوبليك آرث، التي تملك أبيكزر أسهما بها.</p>
<p> </p>
<p>ألم تقم أبيكزر بجلب تمويل يقدر بـ 13 مليون درهم من المال العام ارضاء لنزوة للكوميدي، أراد فيها محاكاة الفيل العملاق بنانت الفرنسية، كما تم البدء في صنع نسخة  من طرف مجموعة حرفيين من مراكش لكن هذه المرة على شكل جمل، والهدف دائما هو جلب اهتمام أكبر لمهرجانه؟</p>
<p> </p>
<p>بيد أن عدم انسجامها مع كريم الدبوز أدى لاصطدامات بينهما، إذ “أقسمت بإزاحة كريم أمام فريقه” ، حسبما ذكر مصدر قريب من القضية. فبعدما تمت تنحيتها في المرة الأولى، عادت لتنتقم خلال هذه السنة، أولا من خلال تحالفها مع جمال في وكالة 109، ثم عبر رحيل كريم في صيف عام 2018. على أية حال فقد عين جمال أنطوان كودرون كناطق رسمي. وجوده الغير مرغوب فيه من طرف كريم في نسخة 2018 من مراكش للضحك، انتهي بخلاف حاد في الكواليس، “عندما لاحظ انحياز جمال لأنطوان رمى بشارة المهرجان في وجه أخيه ثم غادر” ، حسبما أفاد شاهد عيان حضر الواقعة.</p>
<p> </p>
<div class="grandangle-picture push-direction">
<div class="zoom-glass"> </div>
<a class="lg-entry" href="https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Karim-Debbouze.jpg?x31069" target="_blank"><img class="attachment-mobile size-mobile" src="https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Karim-Debbouze.jpg?x31069" srcset="https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Karim-Debbouze.jpg 900w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Karim-Debbouze-300x200.jpg 300w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Karim-Debbouze-768x512.jpg 768w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Karim-Debbouze-800x533.jpg 800w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Karim-Debbouze-280x187.jpg 280w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Karim-Debbouze-105x70.jpg 105w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Karim-Debbouze-213x142.jpg 213w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Karim-Debbouze-315x210.jpg 315w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Karim-Debbouze-270x180.jpg 270w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Karim-Debbouze-700x467.jpg 700w" alt="" width="900" height="600" /></a><span class="legend">Karim Debbouze dans les coulisses du MDR 2015. UGO RICHARD / GALA.FR</span></div>
<p> </p>
<p>وفي اتصال للوديسك مع ميشيل بيتون، مديرة فرع كيسمان المغرب، رفضت الخوض في الموضوع قائلة “لا أستطيع التعليق على الأمر، لست مكلفة بذلك”  قاصدة القضيتين : فك الارتباط مع راديو بلانيت، والانفصال بين جمال وكريم الدبوز، قبل أن ترمي بالكرة في ملعب أوليفيي رودو بباريس، والذي لم نتمكن من الحديث معه لأنه ظل خارج التغطية.</p>
<p> </p>
<p>ولكن في كيسمان فرنسا، فإن القصة المتعلقة بمحاباة أبيكزر واستبعاد كريم الدبوز تعتبر مجرد “حكاية جانبية” . إذ يؤكدون أن “الخلافات بين الشقيقين، ورغم أنها مؤلمة بالنسبة لهما ولأسرتهما، فهي متجاوزة ولا يمكن اعتبارها على الاطلاق سببا في إلغاء عرض الدار البيضاء، وعلاوة على ذلك، سنعلن ثلاثة مواعيد جديدة قريبا وسوف يعود جمال إلى المغرب في ظروف أفضل للجمهور، انطلاقا من يناير المقبل بدلا من المهزلة التي أرادوا فرضها عليه” .</p>
<p> </p>
<p>هل كانت مريم ابيكرزر قد وعدت جمال بتقديم عرض في كازا آرث، الجوهرة الثقافية المستقبلية للعاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، التي من المقرر أن يتم تدشينها في 2019؟ بشراكة مع 109. من المستحيل تأكيد ذلك لأن المسرح الجديد “كازا آرث”  ليس لديه أي برنامج مسطر ومعروف لحد الان، ومريم لا ترد على مكالمتنا حتى نتمكن من أخذ روايتها حول الموضوع.</p>
<p> </p>
<p>ويضيف المصدر المرخص له بالحديث في كيسمان : “سنطالب بحقوقنا وتعويضات عن الأضرار التي لحقتنا، من أجل وضع حد لهذا التآمر ضدنا” ، في إشارة إلى البيان الصادر والذي وزع على الصحافة. “أما بالنسبة لكريم، فقد اختار أن يغادر وهو فعل يحترمه الجميع، لم يعد موظفاً في كيسمان منذ يوليوز 2018، وتسلمنا الملف في شتنبر من أجل تصحيح الوضع، سترون، الوقت سوف يظهر أننا على حق” ، ختم مؤكدا.</p>
<p> </p>
<h3><strong>عقد خفي بقيمة 100 ألف أورو “غير مصرح به” ؟</strong></h3>
<p> </p>
<p>هل تم طيّ القضية وجعلها قيد الكتمان؟ في حين أن جمال الدبوز وكيف أدامز رفيقه على ملصق فيلم “علاء الدين 2″ ، منهمكان في الترويج للفيلم الذي حقق مبيعات عالية في شبابيك التذاكر الفرنسية. إن الغضب في المغرب يسيطر على المعجبين الذين تُركوا على الهامش، كما ستتحمل الشركة الصغيرة لحكيم الشكراوي كل التبعات في حال عدم التوصل إلى اتفاق. وحتى المعهد الفرنسي بالرباط الذي كان ينبغي أن يعرض الفيلم قريبا، لم يؤكد سوى حضور أدامز.</p>
<p> </p>
<div class="grandangle-picture push-direction">
<div class="zoom-glass"> </div>
<a class="lg-entry" href="https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Capture-decran-2018-10-09-a-22.29.40.png?x31069" target="_blank"><img class="attachment-mobile size-mobile" src="https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Capture-decran-2018-10-09-a-22.29.40.png?x31069" srcset="https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Capture-decran-2018-10-09-a-22.29.40.png 1550w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Capture-decran-2018-10-09-a-22.29.40-300x210.png 300w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Capture-decran-2018-10-09-a-22.29.40-768x538.png 768w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Capture-decran-2018-10-09-a-22.29.40-1024x717.png 1024w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Capture-decran-2018-10-09-a-22.29.40-800x561.png 800w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Capture-decran-2018-10-09-a-22.29.40-1100x771.png 1100w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Capture-decran-2018-10-09-a-22.29.40-900x631.png 900w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Capture-decran-2018-10-09-a-22.29.40-280x196.png 280w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Capture-decran-2018-10-09-a-22.29.40-100x70.png 100w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Capture-decran-2018-10-09-a-22.29.40-203x142.png 203w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Capture-decran-2018-10-09-a-22.29.40-257x180.png 257w, https://ledesk.ma/wp-content/uploads/2018/10/Capture-decran-2018-10-09-a-22.29.40-700x490.png 700w" alt="" width="1550" height="1086" /></a><span class="legend">La clause financière du contrat avorté entre Kissman Production et Radio Planet. LE DESK</span></div>
<p> </p>
<p>ولكن قضية فرعية داخل القضية يمكن أن تؤجج هدا الجدل. فحسب مصادرنا التي اطلعتنا على مجموعة من الوثائق، فإن كيسمان وراديو بلانيت وقعا عقدين في آن واحد، وظل العقد الثاني سريا بقيمة 400 ألف أورو، بفرق 100 ألف أورو عن العقد الأول، وهو مبلغ تم تحصيله بشكل “غير قانوني”  بمراكش من طرف كريم الدبوز لحساب كيسمان ماروك، حسب تأكيدات مصادرنا. “إذا بلغت هذه القضية إلى مسامع بولوري فسيخلف الأمر جدلا حادا في باريس” ، يحذر أصحاب التسريب الذين يقولون أنه بالإضافة “لهذه الأموال المحولة من العقد عبر صناديق الشبابيك، فقد تم اعتماد سعر صرف مبالغ فيه إضافة إلى رسم يسمى خصم من المصدر (10 %) تم تحصيله بشكل غير مشروع، كما لو تعلق الأمر بتحويل للعملة من المغرب نحو فرنسا، في حين أنه تم دفع المبلغ بالدرهم نحو حساب بنكي في مراكش” .</p>
<p> </p>
<p>وفي محاولة من لوديسك للاتصال هاتفيا للتعليق على الموضوع برمته وخاصة هذه الاتهامات، لم نتلق أي رد لا من جمال الدبوز ولا من شقيقه، أما أنطوان كودرون الذي بدا غير متفاجئ من هذه الادعاءات، تحدث من جهته عن “إشاعات مغرضة ليس لكيسمان أي تعليق عليها، إلا أن أي دفع جزئي مفترض نقدا يتم على كل حال ابلاغه إلى مصلحة الضرائب كما كان الحال في تونس” .</p>
<p> </p>
<p>وسط هذه الفوضي، يعتقد مقرب من محيط الدبوز، أن الجمهور المغربي هو من يتحمل تبعات هذه الخلافات، “لم يكن جمال ليجرؤ على فعل هذا في فرنسا خشية إيذاء صورته ومهما كان الثمن. ذلك أن الفنان يصعد على الخشبة لأجل محبيه ويصفي حساباته في الكواليس” .</p>
<p> </p>
</div>

مواقع

بعد غياب دام ثلاثة عشر سنة عن منصات الدار البيضاء، كان الكوميدي المغربي الفرنسي قد وعد بالعودة إلى جمهوره من خلال حفلين سينظمان بالدار البيضاء يومي 19 و 20 من أكتوبر الجاري. غير أن نزاعا حدث بين كل من شركة راديو بلانت المكلفة بعروضه محليا، وشركة كيسمان المكلفة بالإنتاج، والتي يعتبر الفنان أحد مالكيها إلى جانب فيفاندي، جعل هذه الأخيرة تقدم على إلغاء الجولة المرتقبة تحت ذريعة "المس بصورة الفنان". أما في الكواليس، فالصراعات الأخوية والمبالغ الكبيرة هي التي أججت الوضع وجعلته معقدا. هذا التحقيق، يكشف كواليس القصة.

لم تنبع الشائعة المنتشرة من فراغ. فبعدما وعد جمهوره البيضاوي باكتشاف آخر عروضه “الآن أو جمال”  يومي 19 و 20 أكتوبر بالمركب الرياضي الأمل، أخلف الممثل الكوميدي الفرنسي المغربي جمال دبوز موعده مع جمهوره بالدارالبيضاء.

 

الخبر الذي نزل كحمام ثلج على محبي الفنان، الذين كانوا ينتظرون رؤية نجمهم، بعدما غاب عن مدينتهم لمدة 13 سنة، جاء في بيان -بنبرة متراجعة- نشر من باريس مساء الاثنين، بينما كانت جولة الدبوز الفرنسية مستمرة على قدم وساق بتواريخ متتابعة، معلنا أن “شركة كيسمان ماروك بروديكسيون، المالك الحصري لحقوق عروض جمال الدبوز في المغرب، اضطرت لفسخ العقد الذي يربطها مع شركة راديو بلانيت المسؤولة عن بث وتنظيم العروض” . والسبب في ذلك، وفقاً للبيان الصحفي، هو أن راديو بلانيت قد “انتهكت بشكل صارخ التزاماتها الأساسية من خلال الإخلال الجسيم بالعقد، كما أخفقت في مراعاة القواعد الأساسية للسلوك المهني” .

 

خبر لم يصدم جمهوره فقط، بل شكل مفاجأة كذلك لحكيم الشكراوي، الرئيس الشاب لراديو بلانيت، المعروف بإطلاقه بنجاح لشبكة الويب راديو NRJ بالمغرب. والذي أبدى تحفظا حول القضية، بعد اتصال لوديسك به، مشيرا إلى أنه لم يتم حتى الآن “إخطاره رسميا بهذا القرار”  مردفا “ينص العقد على أن الإشعار يتم بواسطة البريد المضمون أو البريد الإلكتروني أو الفاكس” ، موضحا عزمه “اللجوء إلى التحكيم على النحو المنصوص عليه في شروط الاتفاق “ .

 

حقوق الصورة، هل تم استغلال ثغرة في العقد؟

 

بحسب الشركة الأم لكيسمان، فالإلغاء الذي تم في اللحظات الأخيرة جاء بسبب “إساءة استخدام صورة جمال لأغراض تجارية” . ويبرر البيان هذا الأمر بأن “كيسمان ماروك بروديكسيون، بعد أن حاولت دون جدوى التوصل لاتفاق مرض مع راديو بلانيت غايتها الوحيدة في ذلك هي إرضاء الجمهور المغربي، لم تجد أمامها من خيار سوى إلغاء العرض (… ) محتفظة بكل السبل القانونية التي تحافظ على مصالحها المشروعة “ .

 

تجدر الإشارة إلى أن جمال، الذي يأتي كل عام كرئيس لمهرجان الضحك بمراكش، لم يقدم بعد آخر ابداعه للمغاربة، بينما كان على خشبة المسرح منذ مدة بتونس أمام 8000 متفرج. في حين لم تكن هذه المرة الأولى، التي ينظم فيها راديو بلانيت عرضا لجمال، إذ سبق للشركة مراكمة تجربة سنوات في تنظيم جولة شاطئية في إطار مهرجان معروف، كما نظمت عرضا لجمال الدبوز في منتجع مازاغان سنة 2014، وبعد سنة واحدة نظمت له عرضا ثانيا في لبنان. تعاون سمح به سيباستيان شارليي، صديق جمال لمدة طويلة ومساعده في التواصل مع الصحافة بوكالة موزاييك.

 

كما أن كريم الدبوز شقيق الفنان وشريكه، قد وعد بصفته على رأس الإدارة بأن يعهد حصريًا إلى راديو بلانيت بتنظيم العرض القادم في الدار البيضاء، ليتم في ماي 2018 ابرام اتفاق مبدئي بين كريم الدبوز مدير شركة كيسمان ماروك وراديو بلانيت، هذا العقد الذي يتوفر موقع لوديسك على نسخة منه، والذي تم توقيعه النهائي في 13 يونيو تضمن أربعة تواريخ : اثنان في الدار البيضاء في 19 و20 أكتوبر. متبوعين بآخرين في بيروت ودبي، خلال شهر نونبر غالبا. في حين حدد أجر الفنان في 300000 أورو.

 

موازاة مع ذلك، ووفقًا لمراسلات مكثفة جرت بين الطرفين، تمكنت لوديسك من الحصول عليها، فإن المفاوضات تناولت أيضا جوانب معينة متعلقة بالتسويق. فعلى بعد شهر واحد من العرض، أضاف جمال الدبوز بعض الشروط مثل تذاكر درجة رجال الأعمال لطفليه ليون وليلا، وصالة كبار الزوار بما في ذلك تنظيم وليمة مسائية لثلاثين شخصًا تم اختيارهم بعناية، وإعداد طائرة خاصة لتنقله إلى لبنان والإمارات، هذا الشرط الأخير لم يتم الاحتفاظ به لتكلفته الباهظة، حسبما أكد المنظمون. كما حضر المدير المكلف بالمسرح الخاص به سيلفان رينييه إلى الدار البيضاء للتحقق من كون مجمع الأمل يرقى إلى مستوى استضافة العرض.

 

على مقربة 20 يوما من موعد الحفل، أعلم أوليفر رودوت، منتج العرض هاتفيا راديو بلانيت أن “جمال غير مستعد فنياً” ، وصرح الطرف المنظم أنه “اقترح في البداية تأجيله إلى تاريخ لاحق” . في ذات الوقت ترددت أخبار في محيط جمال عن أن شقيقه كريم “لم يعد مديرا لكيسمان ماروك” . ففي 27 شتنبر بدأ كل من أوليفر رودوت وأنطوان كودرون المعروف سابقا بديجي كرافت والذي أصبح مديرا لجمال، هذا النوع من القلاقل، في تزامن مع البدء الفعلي لبيع التذاكر، إذ نفذت تذاكر العرض الأول، أي ما يقارب من 4،900 تذكرة بيعت بسعر بين 300 و 900 درهم من الشركاء من شبكات البيع وتوزيع التذاكر، كما جهزت الملصقات الترويجية.

 

 
Jamel et Kev Adams, en compagnie d'Antoine Coudron (DJ Kraft) (en médaillon). Photo extraite de Paris Match

 

هذه الأخيرة -الملصقات الترويجية- ووفقا لمصادر مقربة من راديو بلانيت فإن نماذجها أصبحت محط نزاع بين الطرفين، رغم أنها كانت لاتزال في طور الموافقة، إذ في 28 شتنبر، تم إرسال إشعار -يتوفر موقع لوديسك على نسخة منه-عن طريق مفوض قضائي إلى المنظم من قبل شركة المحاماة الناصري وشركائه. ويحث فيه راديو بلانيت “على معالجة أوجه التقصير المتعلق بصورة جمال الدبوز”  إذ عاب على راديو بلانيت استخدامه صورة الفنان في ملصقات إعلانية تشكل دعاية لشركة الاتصالات أورانج وعلامة السيارات سكودا، “لأغراض تجارية وبدون موافقة مسبقة من كيسمان” . وهكذا فإن الاشعار القضائي يستند إلى مادتين من العقد المبرم، إحداهما حول حقوق الصورة، والأخرى متعلقة باحتضان العلامة، وخلص المستشار القانوني لـ “جمال”  إلى أن “الانتهاك الصارخ والواضح للعقد يتسبب في إلحاق ضرر كبير بكيسمان والفنان” .

 

حجة تبدو قانونية، لكن في مواجهتها تسطع مقولة أن “الشيطان يكمن في التفاصيل” ، إذ يصرح مصدر مقرب من القضية، أن هذه الملصقات هي نموذج اولي فقط، قبل الانتاج النهائي، مع التأكيد أن شركة أورانج قدمت يوم الاثنين 1 أكتوبر، لأنه من المستحيل وقف تصنيع الملصقات التي أطلقتها العلامة التجارية خلال عطلة نهاية الأسبوع، ليقرروا على الفور إلغاء واجهات 4X3. وهو ما يطرح مسألة الموافقة، وبحسب تسجيل صوتي يتوفر لوديسك على نسخة منه، فليس هناك شك في أن كريم الدبوز قد وافق بالفعل على شكل ومضمون هذه الملصقات، مع تحفظات طفيفة تتعلق بإضافة مصدر الصور وذكر وقت العرض.

 

وعلاوة على ذلك، يتبين من خلال مراسلات الطرفين أن سلطة القرار فوضت في المغرب لسيباستيان شارليي من طرف كيسمان، فهي تدحض تماما “نظرية التهور”  أو “استغلال ثغرة في بنود العقد للإلغاء” ، “فالموافقة على الملصقات يجب أن تتم بشكل كتابي” . وتعتقد مصادرنا أنه “في حالة اورانج على الخصوص، لم يعارض جمال أبدًا، خاصة أنه سبق أن اورانج من أكبر داعمي مهرجان الضحك بمراكش ! “ .

 

فهل كان هذا إذن مجرد عذر لإقصاء المنظم الذي لم يعد مرغوبا فيه، بضع أسابيع فقط قبل تاريخ الحفل؟ إذ أن المفاوضات بين الطرفين بدأت حتى قبل التوصل بإشعار مكتب الناصري وشركائه للمحاماة.

 

تجدر الإشارة إلى أن شركة راديو بلانيت راهنت كثيرا في هذه القضية، بسمعتها من جهة، وبحجم الأموال التي أنفقتها دون إمكانية استردادها من جهة أخرى، حيث بلغ مجموع نفقاتها حوالي مليون درهم موزعة على كل من مستحقات إيجار المركب الرياضي، وتكاليف الطباعة والعرض بالإضافة إلى عمولات الوسطاء بالنسبة للتذاكر المباعة سلفا. وسعت راديو بلانيت جاهدة إلى تقاسم الخسائر بين الشركتين، مقترحة كذلك مضاعفة أتعاب الفنان ضمنيا عن طريق إلغاء حفله الثاني بالدار البيضاء، وهو ما ظل مرفوضا من طرف جمال الدبوز “الذي رفض تحمل عواقب انسحابه”  حسب تصريحات راديو بلانيت، رغم مناقشتها مع أنطوان كودرون، الذي أبدى اهتمامه بها.

 

 
Hakim Chagraoui. DAVID RODRIGUES/ COURTESY TEL QUEL

 

من جانب شركة كيسمان، فإن الأمر مختلف تماما، فالشركة تصرح بأن “الجهة المنظمة تحاول تسويق الأوهام حول الموضوع، فشروط العقد لم تكن سليمة، وفبركة القصص تدل على عدم جديتهم، فالوقائع مستفزة، إذ لا يمكن ربط صورة جمال الدبوز بسيارة أو باشتراك هاتفي بكل بساطة…  فالأمور واضحة، لقد تم الاستخفاف بشروط وقواعد الموافقة والتأشير، نقطة نهاية.

 

الشراكة مع فانسون بولوري تتجه نحو الأسوء

 

لقد تبينت خلفية أخرى لهذا المأزق حول النزاع التعاقدي الذي يتعذر تجاوزه، حيث تظهر رواية أخرى، من مصادر أدلت بشهادات متطابقة للوديسك، ترجع تقلُّب جمال الدبوز لخلاف جذري مع شقيقه كريم المسؤول عن تسيير كيسمان المغرب وكل أنشطتها في المملكة بما فيها مهرجان مراكش للضحك.

 

 
Jamel et Vincent Bolloré au sortir de leur pacte. SEB CALVET / LESJOURS.FR

 

وتعود جذور هذا الأمر سنة 2016، عندما تعاقد الكوميدي مع رجل الأعمال الفرنسي فانسون بولوري “الذي يتحدث معه عن الأعمال و أيضا عن السينما و الدبلوماسية”  حسب بي إف إم بيزنس، فإن فيفاندي (عبر فرعها فيفاندي كونتنت) حازت بدورها على جزء من رأسمال كيسمان للإنتاج، التي تأسست سنة 1997، بنسبة 50 %. وقدر مبلغ الاستبدال الجزئي للأسهم ب6 ملايين أورو، حسب تقييمها على حسابات فيفاندي كونتنت.

 

وبهذه المناسبة أعلن فرع فيفاندي أنه سيعرض “جمال كوميدي كيدس”  موازاة مع الدخول المدرسي، وهو برنامج مستوحى من “جمال كوميدي كلوب”  الذي عُرض من قبل، إذ أعلن الكوميدي بكل حماس أمام الصحافة المدعوة بمناسبة اتفاقه مع الفريق الجديد “سوف نكرس أنفسنا لهذه القناة التي نحبها وشكرا لكانال بلوس على ثقتهم بنا” ، كما تداولت بعض وسائل الإعلام “لقد كان جمال يتحدث بحميمية مع فانسون بولوري رئيس مجلس مراقبة فيفاندي وكانال بلوس” . هذه الصفقة وبشكل غير مباشر ستغير تسيير الفرع المغربي لكيسمان ماروك الذي سيصبح في الواقع، بعد نقل أسهم جمال (51 %) وكريم الدبوز (49 %)، فرعا مملوكا 100 % للشركة الأم في مقرها بباريس.

 

وحسب شهادات متطابقة حصل عليها لوديسك، فإن هذا الانفصال لم يكتمل تماما بين الشقيقين، “جمال لا زال يدين بالكثير من المال لكريم الذي ظل مسيِّرا والذي كان لعدة سنوات عمودا فقريا لكيسمان ماروك، إلى حين موازنة مهرجان مراكش للضحك 2018” .

 

يتحمل جمال في مسيرته أحيانا اختيارات قد تنعكس سلبا على أعماله. ففي شتنبر 2017 عندما كان في خضم الترويج لـ”Maintenant ou Jamal” ، قرر أن يظهر في برنامج “Quotidien”  الذي يقدمه يان بارثيس على قناة TMC (التابعة لمجموعة TF1) ما أغضب بولوري الذي كان قد تخلص قبل سنة من بارثيس ومن برنامجه “Le Petit Journal”  على كانال بلوس. وحسب مصدر فرنسي “لقد حذر بولوري جمال عبر الهاتف بإخباره بالمرور لذى سيريل هانونا” ، مما جعل جمال عرضة للإنتقام بعد رفضه لهذا الطلب : إذ تم فسخ كل عقود البث (جمال كوميدي كيدس، السلسلات المصغرة) التي قدمتها كانال بلوس لكيسمان باستثناء مراكش للضحك الذي يبث كل سنة على M6 ولازال يحقق أرباحا بشكل غير مباشر لبولوري، وهو وضع “لا يروق لجمال” ،  تؤكد نفس المصادر، خاصة وأن استمرار تسيير أعماله الفنية بالمغرب تحت مظلة كيسمان “ستكون في غير صالحه بكل تأكيد، إذ يصعب عليه في هذه الحالة الصعود على الخشبة لصالح مساهم على خلاف معه، أو حتى لرد دين شقيقه الذي تحداه” .

 

فكريم الدبوز المدعوم بشكل خاص بسيباستيان شارليي الذي أمّن له الترويج الصحفي، بالدار البيضاء لم يغير معسكره ولم ينقلب بسهولة، بل هناك أحداث أخرى أثارت توترات قوية جدا بين الشقيقين الى حد الوصول إلى القطيعة.

 

مريم أبيكزر كان لها دور في إفساد الحفلة؟

 

في يناير 2018، أعلنت في بلاغ صحافي متعهدة الحفلات مريم ابكيزر، صاحبة شركة Avant-Scène التي أنشئت سنة 2003 بالرباط بشراكة مع جمال الدبوز، عن تأسيس شركة جديدة اختارت لها اسم 109، رفقة شريكها جمال الدبوز وصندوق الدعم AfricInvest، هذه الشركة هي عبارة عن وكالة تواصل عالمية بطموحات كبيرة. ما لم يتم ذكره في هذا البلاغ الذي وزع بالمناسبة، هو أنه في يناير 2010  قام جمال ببيع أسهمه في الشركة “Avant-Scène”  عندما كانت تتخبط في جملة من المشاكل، ليعود بعد ثماني سنوات، بعدما تغير حال Avant-Scène، وتحولت لرقم مهم ولاعب يأكل الأخضر واليابس في صفقات هذا القطاع، إلى درجة أصبحت أمامها المنافسة مستعرة، حيث أصبحت تزعج الجميع وكثر الممتعضون منها وتعددت طرق تعبيرهم على ذلك، فحسب تصريح أحد مديري وكالة منافسة : “إنها (مريم أبيكزر) شرهة كلعبة pacmanتحصل على صفقات كبيرة من الدولة، دون المرور في أحيان كثيرة من طلبات العروض” ، معبرا في الوقت ذاته عن غضبه جراء  خساراته المتعددة أمام هذه السيدة، التي تتساءل كل صالونات الرباط عن مصدر نفوذها وسر دعمها من “أعلى هرم السلطة” ، خصوصا “مع قدرتها العجيبة على فتح كل الأبواب الرسمية والحصول على ما تريد، خاصة من المجموعات الكبيرة والمؤسسات العمومية” . كما أن هذه الشركة التي يقدر رقم معاملاتها بحوالي 300 مليون درهم سنوياً، لا تقوم بنشر أي بيانات مالية عن نشاطها، كما سيلاحظ “لوديسك”  عند اطلاعه على ورقة المعلومات المالية الخاصة بالشركة على بوابة inforisk مثلا.

 

 
Jamel et Myriam Abikzer au lancement de leur agence 109. DR

 

يقول مهني في القطاع بنبرة غاضبة “وضعتم الأصبع على الجرح الذي نعاني منه في هذا البلد، حيث أن أصحاب المشاريع الصغيرة يتم القضاء عليهم وعلى طموحاتهم وأحلامهم، جراء الامتيازات الممنوحة للبعض من الذين يستمدون نفوذهم عبر قربهم من الدوائر العليا” ، مضيفا “النظام هو الذي يسمح بكل هذا، الشيء الذي يستغله جمال أو آخرون. ما الذي قدمه للوطن هذا الكوميدي المقدس؟ بعض النكات على شاشة التلفزيون للتغني بمغربيته؟ عيد ميلاد للمغني Puff Daddy في مراكش؟ محرك جمال الاساسي هو ما يتلقاه من أموال لقاء ما يفعل(… )حوالي 800.000 يورو سنويا، تمنح له من قناة  M6 مقابل مهرجانه “مراكش للضحك”  مستعملا صورا ممنتجة ومفبركة من أجل إيهام الجميع بأن الحضور كان كبيرا ! أين هو مشروع مدينة السينما؟ بل حتى شركته كيسمان المغرب، لا يوظف فيها إلا مستخدمين مؤقتين، ومقرها الرئيسي عبارة عن عنوان في مركز أعمال فقط ولا مقر رسمي خاص لها …  لهذا أرجوكم لا تحدثونا عن تكافؤ الفرص” .

 

وقد سبق هذا التحالف المتجدد بين جمال وأبيكزر، قبل بضعة أشهر تحالف سابق في مهرجان “مراكش للضحك” ، حيث أزاحت أبيكزر مونيك الكريشي، صاحبة شركة موزاييك. “انتقد جمال مونيك لأنها لم تبذل ما يكفي من الجهد لجلب رعاة (مستشهرين) كبار” ، يقول مصدر داخلي والذي شرح بأن دور الوكالة يتلخص في ضمان تسويق صورة المهرجان في مختلف وسائل الإعلام. وهو الأمر الذي قرر بعده الممثل الكوميدي أن يعهد بالمهمة لأبيكزر، “لنجاعتها وفعاليتها” ، حسب تصريح أولئك الذين يصفونها “بذات المواهب الإستثنائية” ، وهكذا تم تسليم المشعل لوكالة بوبليك آرث، التي تملك أبيكزر أسهما بها.

 

ألم تقم أبيكزر بجلب تمويل يقدر بـ 13 مليون درهم من المال العام ارضاء لنزوة للكوميدي، أراد فيها محاكاة الفيل العملاق بنانت الفرنسية، كما تم البدء في صنع نسخة  من طرف مجموعة حرفيين من مراكش لكن هذه المرة على شكل جمل، والهدف دائما هو جلب اهتمام أكبر لمهرجانه؟

 

بيد أن عدم انسجامها مع كريم الدبوز أدى لاصطدامات بينهما، إذ “أقسمت بإزاحة كريم أمام فريقه” ، حسبما ذكر مصدر قريب من القضية. فبعدما تمت تنحيتها في المرة الأولى، عادت لتنتقم خلال هذه السنة، أولا من خلال تحالفها مع جمال في وكالة 109، ثم عبر رحيل كريم في صيف عام 2018. على أية حال فقد عين جمال أنطوان كودرون كناطق رسمي. وجوده الغير مرغوب فيه من طرف كريم في نسخة 2018 من مراكش للضحك، انتهي بخلاف حاد في الكواليس، “عندما لاحظ انحياز جمال لأنطوان رمى بشارة المهرجان في وجه أخيه ثم غادر” ، حسبما أفاد شاهد عيان حضر الواقعة.

 

 
Karim Debbouze dans les coulisses du MDR 2015. UGO RICHARD / GALA.FR

 

وفي اتصال للوديسك مع ميشيل بيتون، مديرة فرع كيسمان المغرب، رفضت الخوض في الموضوع قائلة “لا أستطيع التعليق على الأمر، لست مكلفة بذلك”  قاصدة القضيتين : فك الارتباط مع راديو بلانيت، والانفصال بين جمال وكريم الدبوز، قبل أن ترمي بالكرة في ملعب أوليفيي رودو بباريس، والذي لم نتمكن من الحديث معه لأنه ظل خارج التغطية.

 

ولكن في كيسمان فرنسا، فإن القصة المتعلقة بمحاباة أبيكزر واستبعاد كريم الدبوز تعتبر مجرد “حكاية جانبية” . إذ يؤكدون أن “الخلافات بين الشقيقين، ورغم أنها مؤلمة بالنسبة لهما ولأسرتهما، فهي متجاوزة ولا يمكن اعتبارها على الاطلاق سببا في إلغاء عرض الدار البيضاء، وعلاوة على ذلك، سنعلن ثلاثة مواعيد جديدة قريبا وسوف يعود جمال إلى المغرب في ظروف أفضل للجمهور، انطلاقا من يناير المقبل بدلا من المهزلة التي أرادوا فرضها عليه” .

 

هل كانت مريم ابيكرزر قد وعدت جمال بتقديم عرض في كازا آرث، الجوهرة الثقافية المستقبلية للعاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، التي من المقرر أن يتم تدشينها في 2019؟ بشراكة مع 109. من المستحيل تأكيد ذلك لأن المسرح الجديد “كازا آرث”  ليس لديه أي برنامج مسطر ومعروف لحد الان، ومريم لا ترد على مكالمتنا حتى نتمكن من أخذ روايتها حول الموضوع.

 

ويضيف المصدر المرخص له بالحديث في كيسمان : “سنطالب بحقوقنا وتعويضات عن الأضرار التي لحقتنا، من أجل وضع حد لهذا التآمر ضدنا” ، في إشارة إلى البيان الصادر والذي وزع على الصحافة. “أما بالنسبة لكريم، فقد اختار أن يغادر وهو فعل يحترمه الجميع، لم يعد موظفاً في كيسمان منذ يوليوز 2018، وتسلمنا الملف في شتنبر من أجل تصحيح الوضع، سترون، الوقت سوف يظهر أننا على حق” ، ختم مؤكدا.

 

عقد خفي بقيمة 100 ألف أورو “غير مصرح به” ؟

 

هل تم طيّ القضية وجعلها قيد الكتمان؟ في حين أن جمال الدبوز وكيف أدامز رفيقه على ملصق فيلم “علاء الدين 2″ ، منهمكان في الترويج للفيلم الذي حقق مبيعات عالية في شبابيك التذاكر الفرنسية. إن الغضب في المغرب يسيطر على المعجبين الذين تُركوا على الهامش، كما ستتحمل الشركة الصغيرة لحكيم الشكراوي كل التبعات في حال عدم التوصل إلى اتفاق. وحتى المعهد الفرنسي بالرباط الذي كان ينبغي أن يعرض الفيلم قريبا، لم يؤكد سوى حضور أدامز.

 

 
La clause financière du contrat avorté entre Kissman Production et Radio Planet. LE DESK

 

ولكن قضية فرعية داخل القضية يمكن أن تؤجج هدا الجدل. فحسب مصادرنا التي اطلعتنا على مجموعة من الوثائق، فإن كيسمان وراديو بلانيت وقعا عقدين في آن واحد، وظل العقد الثاني سريا بقيمة 400 ألف أورو، بفرق 100 ألف أورو عن العقد الأول، وهو مبلغ تم تحصيله بشكل “غير قانوني”  بمراكش من طرف كريم الدبوز لحساب كيسمان ماروك، حسب تأكيدات مصادرنا. “إذا بلغت هذه القضية إلى مسامع بولوري فسيخلف الأمر جدلا حادا في باريس” ، يحذر أصحاب التسريب الذين يقولون أنه بالإضافة “لهذه الأموال المحولة من العقد عبر صناديق الشبابيك، فقد تم اعتماد سعر صرف مبالغ فيه إضافة إلى رسم يسمى خصم من المصدر (10 %) تم تحصيله بشكل غير مشروع، كما لو تعلق الأمر بتحويل للعملة من المغرب نحو فرنسا، في حين أنه تم دفع المبلغ بالدرهم نحو حساب بنكي في مراكش” .

 

وفي محاولة من لوديسك للاتصال هاتفيا للتعليق على الموضوع برمته وخاصة هذه الاتهامات، لم نتلق أي رد لا من جمال الدبوز ولا من شقيقه، أما أنطوان كودرون الذي بدا غير متفاجئ من هذه الادعاءات، تحدث من جهته عن “إشاعات مغرضة ليس لكيسمان أي تعليق عليها، إلا أن أي دفع جزئي مفترض نقدا يتم على كل حال ابلاغه إلى مصلحة الضرائب كما كان الحال في تونس” .

 

وسط هذه الفوضي، يعتقد مقرب من محيط الدبوز، أن الجمهور المغربي هو من يتحمل تبعات هذه الخلافات، “لم يكن جمال ليجرؤ على فعل هذا في فرنسا خشية إيذاء صورته ومهما كان الثمن. ذلك أن الفنان يصعد على الخشبة لأجل محبيه ويصفي حساباته في الكواليس” .